مركز وحديقة لصون النباتات المهددة بالانقراض في مصر

* د. كمال البتانوني رئيس المركز لـ«الشرق الأوسط»: 1000 نبتة عشبية وطبية مهددة بالانقراض في صحارى مصر
القاهرة: ضاحي عثمان
تجربة جديدة قام بها عالم النبات المصري الدكتور كمال البتانوني، حيث اسس مركزا وحديقة لصون النباتات المهددة بالانقراض.

ويقول البتانوني رئيس اللجنة القومية لصون الطبيعة والموارد الطبيعية باكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وعضو الاتحاد الدولي لصون الطبيعة UICN ان هناك 1000 نبات وعشب طبي بطول الساحل الشمالي الغربي لمصر، وحتى حدودها مع ليبيا سيكون المركز مسؤولا عن الحفاظ عليها، ويؤكد ان هذا العدد من النباتات يمثل 50 في المائة من مجموع النباتات والاعشاب الطبيعية المتناثرة في انحاء مصر والتي يقدر عدد انواعها بنحو 2100 نبات وعشب طبي.

حول هذه التجربة الجديدة حاورت «الشرق الأوسط» الدكتور البتانوني وفي ما يلي نص الحوار:

* كيف كانت بداية هذا المركز؟

ـ بدأت فكرة هذا المركز بعد ان كشفت دراسات اللجنة القومية لصون الطبيعة والموارد الطبيعية عن الخطر الذي يتربص بهذه الانواع النباتية ذات القيمة الاقتصادية الهائلة نتيجة تطور انشطة السياحة وامتداد العمران والقرى السياحية بطول الساحل الشمالي الغربي ابتداء من منطقة العجمي غرب الاسكندرية وحتى اقصى حدود مصر الغربية مع ليبيا، اذ أدى هذا العمران الفسيح الى تدهور وتدني التنوع البيولوجي في هذا المكان نتيجة الضغط البشري غير المسبوق على الطبيعة هناك.

* وهل هذا العمران يتم بدون مراعاة لهذا البعد البيولوجي للمنطقة؟

ـ بالفعل تم كل هذا العمران في ظل عدم وجود اي تخطيط دقيق مسبق، الامر الذي أدى الى انتشار البناء العشوائي. وكان من المفروض ألا يتم العمران في كل الارجاء وان يتم ترك مساحات على طبيعتها من دون تدخل يد الانسان فيها حفاظا على التنوع البيولوجي في هذه المناطق، وهذا حق اصيل للاجيال القادمة التي يجب ان تتسلم هذه الثروة الاقتصادية من الاجيال الحالية، وهذا يتطلب ان يكون الجيل الحالي امينا على حقوق الاجيال القادمة وعلى ذلك بحثت اللجنة القومية لصون الطبيعة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ضرورة ايجاد وسيلة أو آلية معينة يمكن بواسطتها انقاذ ثروة مصر النباتية من الفناء والاندثار فخاطبت اللجنة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وامكن من خلال التفاهمات المتبادلة تدبير تمويل من احدى الهيئات السويسرية بأن تم رصد ميزانية وصلت الى الاكاديمية، وهي التي تم الاعتماد عليها في تأسيس هذا المركز والحديقة بمدينة الحمام بمحافظة مرسى مطروح اقصى الشمال الغربي لمصر مع ليبيا.

* وكيف يعمل هذا المركز وما هي طبيعته؟

ـ هذا المركز عبارة عن مجموعة من الاحواض تزرع فيها النباتات حيث تعاون اهل البادية هناك مع العلماء في جمع بذور للنباتات المهددة بالانقراض وتم البدء بـ100 صنف من هذه النباتات الاكثر عرضة للتهدد وبعد ان اثمرت هذه النباتات تم تجميع بذورها ايضا وتوزيعها على سكان البادية لزراعتها في مناطقها الفطرية واتاحة الفرصة امامهم للاتجار في هذه الاصناف لتحقيق ارباح مباشرة لهم، الامر الذي شجعهم كثيرا على الدخول الى عالم زراعة النباتات والاعشاب الطبية بما يمكن فتح فرص للتصدير وتصنيع الادوية، سواء داخل مصر أو في الخارج.

* وماذا عن الحديقة؟

ـ الحديقة تتضمن مساحة كبيرة من الارض ستترك على طبيعتها وستزرع بها الاعشاب والنباتات الطبية بتخطيط معين بحيث تشكل الاحواض والاراضي البكر وتتداخل معاً بما يمثل حديقة من نوع جديد تمثل فرصة للطلاب والباحثين.

* هل هذا يعني ان هدف المركز والحديقة هو البحث العلمي ايضا؟

ـ بالفعل حيث سيقوم المركز باستقبال طلاب الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه لإجراء دراساتهم العلمية على هذه الاصناف النباتية النادرة والتي كان هؤلاء يجدون صعوبة بالغة في الوصول اليها في مناطق وجودها الطبيعية.. وفوق ذلك سيفتح المركز والحديقة ابوابهما لمزارات طلاب وتلاميذ المدارس والسائحين سواء من مصر أو العرب أو الاجانب لاتاحة الفرصة امام الجميع للاستمتاع بالاعشاب والنباتات البرية التي يصعب العثور عليها الا في الوديان والسهول في قلب الصحراء، وان هذه النباتات جذابة للغاية وهي مزروعة وخضراء اللون.

* نفهم من ذلك ان هذه الاعشاب والنباتات الطبية لها فوائد عديدة؟

ـ بالطبع فاذا كانت هذه الموارد الطبيعية النادرة هي التي تجذب السياح من أي مكان في العالم فإنها للاسف هي المهددة بالضياع والانقراض، وبالتالي فإن الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي يعني الحفاظ على مصادر لانشطة الاستمتاع المختلفة التي تعد اساس أي سياحة وأي نشاط ترويجي وان العالم كله يبحث الآن عن البيئات الطبيعية ليروح عن نفسه فيها ولذلك فإن مركز وحديقة صون النباتات من الانقراض في مصر يعد منشأة علمية وعملا غير مسبوق لصون ثروة مصر من النباتات الاقتصادية البرية.

* ولماذا تم اختيار مدينة الحمام بمحافظة مرسى مطروح آخر الحدود الغربية لمصر؟

ـ وقع اختيار هذا المكان بالذات لانه يزخر بأكثر من 1000 نوع من هذه الانواع النباتية، وهذا العدد يمثل تقريبا نصف نباتات مصر الطبية في كل الارجاء وان هذه الاصناف تمثل موردا رعويا وغذائيا ودوائيا، علاوة على دورها البيئي في صون التربة من الانجراف وحماية البيئة من التصحر.

* وما هي اشهر هذه النباتات؟

ـ بدأ المركز باكثار ابرز هذه النباتات وبدأ في نشرها مثل «بصل فرعون» الذي يحضر منه دواء «السلارين» ويستعمل في علاج ضعف القلب وادوية اخرى للروماتيزم والسعال، ونبات «العكنة» الذي يحتوي على مادة اسمها «الكولشيسين» الفعالة ونبات «السنامكي» و«الحنظل» و«بلح السكر» الذي تعالج ثماره مرضى السكري و«الهنيدة» و«السموة» و«الكبار» و«العكش» و«شجرة الريح» و«شجرة اللبان» و«الزعتر البري» و«الجعيدة» و«النبق»، وغير ذلك من الانواع النباتية الاقتصادية التي يبحث العلم عن مزيد من الفوائد لها. ومن المتوقع ان تصبح اكثر اهمية في المستقبل.

* وكيف سيربط المركز بين هذه النباتات وفوائدها الطبية؟

ـ تم تصميم هذا المركز بحيث يضم متحفا يحوي عينات من العقاقير الدوائية التي يتم انتاجها من هذه الاعشاب والنباتات المصرية سواء كان يتم ذلك داخل مصر أو خارجها حتى تصبح زيارة المركز ذات قيمة حيث سيشاهد الزوار العقاقير الدوائية، وفي ذات الوقت يشاهدون العينات النباتية الحية المزروعة، الى جانب توفير النشرات العلمية المبسطة التي ستزود الزائر بقدر معقول من الثقافة العلمية والطبية بحيث يمكن ان يكون هذا الزائر بعد ذلك جنديا من جنود الدفاع عن الطبيعة والحفاظ على مواردها دون تهديد حتى نضمن ايصال الامانة الى الاجيال القادمة.

* وماذا يمكن ان يقدم المركز من خدمات للوطن العربي؟

ـ سأعمل على جعل هذا المركز اقليميا لخدمة الاقطار العربية التي تمتلئ صحاريها بعشرات الآلاف من الانواع النباتية البرية الاقتصادية وتمثل ثروة قومية هائلة.

على فكرة انتى مكررة الموضوع مرتين.....

أشكرك يا أية علي الموضوع
جهد مشكور
بارك الله فيكي

شكرا استاذ ايمن