المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا

المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا للتعليم الأساسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
إدارة المنتدى ترجوا من الجميع المشاركة في التقويم الذاتي للمدرسة لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف للعمل علي تطوير المدرسة ولكم جزيل الشكرمع اطيب تمنياتى للجميع بالتوفيق
إدارة المدرسة وإدارة المنتدي تهنئ طلاب وطالبات المدرسة الحاصلين علي المراكز العشرة الأولي في امتحانات الفصل الدراسي الأول2019/2018م مع اطيب تمنياتى للجميع بالتوفيق والنجاح أ/عزت نور الدين
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ملف إنجاز
ذكريات اكتوير Emptyالسبت أبريل 25, 2015 6:44 am من طرف عزت نور الدين

» موقع الفارس المصرى للبرامج
ذكريات اكتوير Emptyالثلاثاء فبراير 26, 2013 10:55 am من طرف alfares

» صلاح الدين الايوبى
ذكريات اكتوير Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:50 am من طرف hagarnassr

» عماد الدين زنكى
ذكريات اكتوير Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:48 am من طرف hagarnassr

» جامعة الدول العربيه
ذكريات اكتوير Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:42 am من طرف hagarnassr

» ثوره25 يناير
ذكريات اكتوير Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:31 am من طرف hagarnassr

» قطعة شيكولاته تلهم مخترع الميكروويف
ذكريات اكتوير Emptyالسبت فبراير 25, 2012 2:29 pm من طرف غادة حسن

» مذبحة ماسبيرو
ذكريات اكتوير Emptyالخميس فبراير 02, 2012 8:22 am من طرف hagarnassr

» أنا هرشح نفسى ف الانتخابات
ذكريات اكتوير Emptyالأحد يناير 29, 2012 4:55 pm من طرف هَاجْر طَارِق

» العالم دبسون ابو الاوزون
ذكريات اكتوير Emptyالأحد يناير 29, 2012 4:40 pm من طرف هَاجْر طَارِق

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هاجر عبده
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
•·.·`¯°·.·• (haia) •·.·°¯
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
كريم أشرف
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
aya 7amdy
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
البرنسيسة اية محى
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
أحمد محمد
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
أ / ايمن رجب
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
هَاجْر طَارِق
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
ياسمين صالح
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 
ك/ يسرى
ذكريات اكتوير I_vote_rcapذكريات اكتوير I_voting_barذكريات اكتوير I_vote_lcap 

 

 ذكريات اكتوير

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد ماهر
عضو متميز
عضو متميز
أحمد ماهر


عدد المساهمات : 131
نقاط : 230
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
العمر : 28
الموقع : قاعد قدام المنتدي

ذكريات اكتوير Empty
مُساهمةموضوع: ذكريات اكتوير   ذكريات اكتوير Emptyالأحد ديسمبر 13, 2009 4:22 am

تحية خاصة لكل من:
الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر
الزعيم خالد الذكر انور الســـــادات
الزعيم خالد الذكر الملك فيصل بن عبد ا لعزيز آل سعود
الرئيس حسني مبـــــارك (صاحب الضربة الجوية الاولى)
الفريق محمـد فوزي
المشير احمد اسماعيل

الفريق سعد الشاذلي
الفريق محمد عبد الغني الجمسي
اللواء سعد مأمون - قائد الجيش الثاني الميداني
اللواء تيسير العقاد – رئيس اركان الجيش الثاني
اللواء عبد المنعم واصل – قائد الجيش الثالث الميداني
اللواء مصطفى شاهين – رئيس اركان الجيش الثالث
اللواء يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاه
اللواء احمد بدوي قائد الفرقة 7 مشاه
العقيد في ذلك الوقت فاروق عبد المنعم الصياد - قائد اللواء 11 مشاه ميكانيكي - الفرقة 7 مشاه.
العقيد في ذلك الوقت كمال شفيق - رئيس اركان اللواء .
تحية خاصة الى ابي – رحمه الله - اول من علمني فنون الجندية ..
تحية للغالية العظيمة – مفيدة على ابو زيد .. امي.. اهديها واهديكم هذا العمل ..
تحية لكل ام .. واخت .. وزوجة .. تحملت الكثير ..
تحية لارواح شهدائنا ولكل من شارك في تسطير هذا النصر العظيم .. والله اكبر .. العزة لمصر .. والفناء للغاصبين ..

اعظـــم لقــاء


تم اغراق المدمرة الاسرائيلية ايلات في 21/10/1967 وهي من اعظم سفن التجسس بواسطة صاروخ مصري قلب موازين حروب البحار رأسا على عقب .

الله اكبر .. الله اكبر ..
كانت تلك الكلمات هي مفتاح السر.. مفتاح النصر .. نعم كان هناك جنود ولكن جنود من نوعية نادرة .. جنود لا يهابون الموت فالموت هو الشهادة في سبيل الله .. جنود لديهم تار .. وما أدراك ما التار .. كانوا في حالة من الفرحة العارمة .. يعرفون انها الحرب .. انها التحرير .. انه وقت استرجاع الكرامة والشرف الذي فقد منا في 67 يونيو .. كان موعدي مع العبور يوم 18 أكتوبر وكان المعبر هو معبر الشلوفة الخاص بالجيش الثالث الميداني.. وكما تلاحظون بأني قلت معبر .. وهو بداية رأس كوبري .. والكوبري يعني اندفاع في خط واحد ثم تدخل القوات في مفرزة وتنتشر.. وقد يكون امتداد هذا الكوبري في الجهة الشرقية للقناة بالنسبة لنا والجهة الغربية للقناة بالنسبة للعدو كيلو أو عشرة او اكثر .. المهم تلك الجملة او الكلمات بسيطة وسهلة لمن لا يعرف ماهي الحرب .. وماهي امكانياتنا في تلك الحرب العظيمة .. لعبور قناة السويس (عرض من 120-160 متر وعمق من 14-18 متر) وخاصة عبور المدرعات والآليات ومن ثم المشاة باعداد ضخمة والمشاة ليس اسما هينا في تاريخ أي حروب فهم من يقع على عاتقهم اغلب العمليات الميدانية. وبعد ان عبرت الموجات الاولى في زوارق مطاطية منادية الله اكبر الله اكبر .. لابد من انشاء هذه المعابر والكباري .. والكوبري الميداني ليس كوبريا عاديا .. انه كوبري حربي يتم انشائه فوق سطح المياه في ساعات واحيانا ساعة ونصف لا اكثر حسب الموديل .. وتحت ضرب وقصف المدفعية والقنابل وقذائف الطائرات .. ومهما كان فلن يرهبنا شئ وقد عبرت 5 فرق مشاة مكونة من 80 ألف جندي بكامل معداتهم في 12 موجة متتالية وحوالي 2500 قارب مطاطي صنع نصفها في مصانع القطاع العام وحوالي الساعة الثامنة من صباح يوم 7 أكتوبر عبر هذا المانع ما يقرب من 000ر100 جندي و800 دبابة و13000 مركبــة وهو رقم لم تحققه أي عملية عبور في تاريخ البشرية .. قدرت الاستطلاعات الاسرائيلية خسائر قواتنا في موجات العبور الاولى بما يعادل 25% من حجم القوات العابرة بل ويزيد .. لماذا .. لأن قناة السويس اعظم مانع مائي حربي في العالـــــم .. والسواتر الترابية – الاكتاف - كانت على الشاطئ الشرقي للقناة مائلة بحدود 45 الى 65 درجة .. يعني شبه قائمة .. بارتفاع قد يصل الـ 25 مترا .. ورملي .. وكان الجميع يعرف اننا لن نسكت لابد من العبور .. فلم يكن لدينا سوى كباري استعملت سابقا من الجانب الروسي في الحرب العالمية الثانية وبعض الكباري الاكثر حداثة من ايام الاحتلال الانجليزي وتم عمل توليفه ولكنها ايضا لا تكفي .. وهنا كان سلاح المهندسين المصري 35 كتبية مهندسين قاموا بعمل خارق اشبه بالمعجزات. ويذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي في ذلك الوقت موشي دايان قال: بان المصريين يحتاجون الى سلاح المهندسين الامريكي والسوفييتي معنا لعبور القناة .. انه سلاح المهندسين الذي سطر اروع الملاحم في تاريخ العسكرية المصرية وكان لها بكل العزم وخبرة احفاد بناة الاهرام ومعابد الاقصر (حتشبسوت الملك الصعيدية) واسوان وغيرها .. الاعدادات الاولى للحرب كانت كلها اعدادات هذا السلاح .. حتى مواسير النابالم التي اعدت للتشغيل من جانب العدو لتجعل مياه القناه تغلي بجنودنا البواسل .. تم ايقافها وتدميرها واسكاتها بواسطة سلاح المهندسين ومشاة البحرية المصرية والقوات الخاصة قبل قيام الحرب بأيام أو بساعات.. وكيفية فتح هذه السواتر الترابية .. والفكر العبقري المصري .. تم استعمال خراطيم المياه .. لكل فتحة معبر عدد خمس مضخات مياه ثلاثة انجليزي واثنان الماني .. كان المعبر يأخذ من مابين الساعة والنصف والساعتين .. ولكم ان تتخيلوا كمية المياه المستعملة لازاحة ما بين 1500-2000 متر مكعب من السواتر في خلال ساعتين أو اقل .. وقد صعدت قواتنا في موجاتها الاولى هذه السواتر باستعمال سلالم مصنوعة من الحبال والخشب كمثل الموجودة في القوات البحرية .. الاجمل ان مواسير المياه الحلوه اتمتدت الى شرقي القناة .. ولم يعد هناك شح في مياه في الفترات الاولى للحرب .. فنحن نحارب اسرائيل الوجه والغرب بكامله المضمون ..

تاريخ تجنيدي هو 26 ديسمبر 1972 .. لم اكن قد بلغت العشرين من عمري بعد .. كنا في شوق لأن نكون جنودا او ضباطا .. ونظرا لأن مؤهلي دبلوم تجارة – القصر العيني التجارية – فدخلت الجيش على رتبة جندي .. ذهبت الى منطقة التجنيد بشارع جسر السويس .. انا ومجموعة من زملائي .. فتم توزيعي على سلاح الاشارة .. ومنهم من تم توزيعه على المشاة أو قوات الصاعقة أو البحرية أو الشرطة العسكرية .. واجملنا هم القوات المظلية وافراد الاستطلاع .. المظليين يحصلون على اعلى مستوى من التدريب على الارض والبحر والجو وكذلك افراد الاستطلاع .. المهم .. تم ترحيلنا الى منطقة الجبل الاصفر بالعباسية .. هناك حيث الكتيبة 3 اساس الاشارة .. جلسنا مايقرب من الثلاثة شهور .. كنا حوالي 50 شخصا في خيمة واحدة من مختلف محافظات مصر .. وتم توزيعنا طبقا لشهاداتنا .. المؤهلات العليا في خيام والمؤهلات المتوسطة – مثلي – في خيام اخرى .. ومن اقل من ذلك في خيام .. واتذكر ايام التدريب وتحويلنا من بشر مدنيين الى عسكريين .. وكيف كنا نتعامل مع بعضنا البعض ومع رؤسائنا .. كان لدينا معلم صف ضابط اسمه ابو المجد .. عريف .. أو بمعنى اخر عسكري بشريطين .. معلمنا .. الذي سيحولنا الى جنود .. وزنه لا يزيد عن 50 كيلوجرام .. كان يوقظنا ليلا في عز برد الشتاء .. يعني حوالي الثانية صباحا ويعطينا درسا او محاضرة تسمى الداخلية .. بمعنى ان يدخل علينا خيمتنا في احلاها نومه ويصحينا بالبياده ( الجزمة الميري ) نخرج بهدوم النوم وطبعا في حالة رعب.. ونقف امامه ثلاثات .. ويقوم بتعنيفنا على اشياء نحسبها نحن تافهة ولا تستحق الذكر صدرت منا في اليوم السابق .. حوالي ساعتين او اكثر بدون حركة .. انتباه .. ويتكلم ويتكلم .. والبرد يكاد يجمدنا .. ومرات اخرى يقوم بعقابنا بعمل بعض التمرينات الصعبة كمثل تمرين رقم 9 وتمرين رقم 6 الاول وضع اليدين متشابكين على الرأس والارتفاع بالارجل لأعلى والنزول برجل مثنيه للخلف والاخرى مثنية بشكل عادي .. والثاني تثبيت اليدين على الارض مع الانبطاح وشد الجسد والارتفاع والهبوط كلوح الخشب على الكفين .. تمرينات – تكديرية – في منتهي الصعوية .. والتكدير الثالث .. قصدي التمرين الثالث هو الزحف .. أو الجري بالشدة كاملة .. او حفر الخنادق .. وكلها في النهاية في صالح الجندي واكتشفنا بعدها أن تلك النوعية من التكديرات من اهم وسائل الاختفاء اثناء المعركة وخاصة اثناء تحليق الطيران .. وبعدها يقوم بصرفنا الى خيامنا منهكين طبعا .. او تحويل بعض منا الى المطبخ – طلبه – ومطابخ الجيوش ليست كأي مطابخ .. مطلوب طعام لحوالي 2000 جندي وضابط .. من تقشير بطاطس .. وبصل .. وقلقاس وغيره .. وتعلمنا طريقة جديدة في عمل المكرونه .. وهي تحميص المكرونه في الزيت اولا ثم يصب عليها الماء وبعدها تصفى وتوزع على العساكر والضباط .. أما القلقاس فكان تقطيعه عذاب وطعمه عذاب مضاعف .. كانوا يوفرون لنا نوعية من السكاكين غريبة الشكل حتى مسكة السكينة مكسورة .. وامامنا مثلا يعني حوالي 100 كيلو او يزيد ومطلوب تقشيرها .. وليس هناك حل اخر .. فكنا نقطع القلقاس مثل الزهر الخاص بلعب الطاولة .. بمعنى ان القلقاسايه التي وزنها قبل التقطيع نصف كيلو .. يصير وزنها بعده حوالي 200 جرام .. والبطاطس كذلك بس اخف ضررا .. وغيره مثل وجبة الافطار .. ودائما وجبة الافطار في الجيش عبارة عن عدس أو فول .. والفول ليس فولا عاديا بل هو مسحوق وكنا نطلق عليه – رابسو – ومعه اما قطعة جبن مثلثات .. او بيضه .. والحلو اما مربى أو حلاوة طحينية مع كوب شاي والجراية (ارغفة الخبز) .. والمفروض سخن .. كانت ايام صعبة .. تعلمنا فيها معنى الجندية المصرية .. كنا نسير في الشوارع بالزي العسكري نظيف مرتب مهندم .. كلنا افتخار وامل في المستقبل .. كان لدينا قضية قومية كبرى .. نخاف من الشرطة العسكرية وخاصة في الميادين العامة مثل ميدان العباسية وباب اللوق والتحرير ومحطة رمسيس .. فهي المسئولة عن المظهر العام للجندي خارج وحدته من سلامة اوراقه وهيئته وملابسه وسلاحه – اذا كان معه سلاح - وتصرفاته ومشاكله ايضا .. وكانت اجمل لحظاتنا عندما نجتمع في الخيمة وقت النوم وكل من يقوم بتقليد صوت معين او يحكي لنا عن ذكرياته .. وايضا تقليد معلمنا ابو المجد .. والاحلى عندما يعلم ابو المجد من احدنا بذلك ويفاجئنا ونحن نقلده .. والنتيجة طبعا داخلية سخنة .. ونقوم باعمال الحراسة داخل المعسكر .. فيتم اختيار ثلاثة منا (برنجي – كنجي – شنجي ) الاول يقوم بالحراسة من الساعة السادسة مساءا وحتى الثامنة مساء والثاني يليه والثالث وتتكرر العملية حتى الساعة السادسة صباحا .. وهي مسألة صعبة جدا خاصة ايام البرد القارص .. حيث تكون بمفردك في منطقة صحراوية ولديك سلاح وايضا كلمة سر الليل .. فيحدث احيانا ان يأتينا قائدنا ويسلم علينا .. ونحن حراسة .. ويمر امامنا .. وعلى الجندي الحراسة ان يسأله عن سر الليل .. كلمة السر .. وعليه ان يجيب مهما كانت درجته والا تعرض للضرب بالنار .. واذكر ان احد الضباط وكان اسمه علي .. من اسوان .. كان شابا في مقتبل العمر .. ملازم .. جاء الى احد الجنود ليلا اثناء الحصار في الضفة الشرقية للقنال .. وكان العسكري يعرفه جيدا .. ولكن لسمرة وجهه اثناء الليل .. لم يظهر منه الكثير .. وطالبه الجندي بسر الليل .. وتلكأ فيها فما كان من الجندي الا ان اطلق النار عليه وارداه قتيلا .. وحوكم .. وافرج عنه بعد انتهاء الحصار مباشرة .. واول يوم حراسة في معسكر التدريب اعطوني شومه .. وكان البرد قارسا .. فوضعت فوطه ميري (عسكريه) حول رأسي لاتفادى بعضا منه .. فما كان من قائد المجموعة الا ان نزعها عني وقام بضربي بالقلم على وجهي .. مؤكد لي ان ذلك في مصلحتي حتى لا أنام اثناء الحراسة ويجيئ العدو ويذبحنا ومعي زملائي .. واثناء وجودي هناك تعرفت على الكثير من الزملاء وكنا ننادي بعضنا البعض بكلمة يادفعة .. ولكننا افترقنا في التوزيع التدريبي .. فمنا من ذهب الى المنطقة المركزية بالقاهرة أو ذهب الى منطقة البحر الاحمر العسكرية أو الجيش الثاني أو الجيش الثالث .. والافواج سواء كانت مدفعية أو دفاع جوي .. الخ .. اما من بقيت ذكرياته معي وحتى اليوم نتقابل احيانا رغم ان عددا كبيرا منهم ترك مصر وسافر الى اوربا أو امريكا .. او الخليج .. واتذكر منهم جندي مظلي من مصر عتيقة كنا اصدقاء وانقطع الاتصال به ما يقرب من العشرين عاما .. ويوما من الايام كنت عند صديق لي (كابتن مراقبة جوية اسامة حسنين) ويعرف جيدا من اين اتيت , وقال لي تعالى عندي مشوار وعاوزك معايا .. فين .. شارع الخزان .. طيب يلا بينا .. وذهبنا ودخلنا محل من المحلات المشهورة في الطباعة في ذلك الشارع واذا بي امام محمد عباس .. يابن ..... كلمة يعاقب عليها .. معقولة المدة دي كل في الرياض ولا نتقابل .. وتوجهت لأسامة .. كنت عارف اننا ولاد حتة واحدة .. فقال : ايوه .. فاكرني بالعب .. وكان هو مدير المحل وصاحبه الخفي .. التحاقه بالقوات الخاصة اعطاه جرأة تجعله لا يخاف ان يفوت في الحديد.. وأولا واخيرا فهم زملاء الحرب والسلام ايضا .. وللذكريات الحلوة المرة ايضا انه في يوم ما كانت وجبة الغذاء هي السردين الروسي المقلي .. ومعه الخبز وكنا نسميه الجراية .. واكلنا وشعبنا بشكل غريب لأن كل شئ كان متوفرا عكس الايام العادية .. وجاء وقت الزنقة .. وهي المياه .. وكنا عطشى نتيجة اكل السمك تقريبا حاف.. ولا يوجد مياه .. اذا لا حل الا بشرب المياه القذرة .. وهي بركة يتجمع فيها مياه الغسيل بدلا من المجاري .. وكان معي زميلي من بنها اسمه عبد الحميد .. وقال لي يلا يادفعة نشرب منها بعد وضع منديل الى الزجاجة .. وفعلنا وجاءتنا الملاريا ومازلت اعاني منها حتى الان .. كنا ننقسم مجموعات داخل الخيمة .. القاهريين في مجموعات فمنهم من كان من الدرب الاحمر أو الحسين أو السيدة ومنهم من كان مثلي من مصر القديمة أو من حلوان .. وايضا ابناء الوجه البحري كل محافظة وكل بلد يتجمعون .. وكذلك الصعايدة .. وناس اسوان .. وفي الاعياد كانت تأتينا من الشئون المعنوية بالقوات المسلحة الهدايا مثل الشوكولاته وغيرها.. وكان قائد معسكرنا مقدم يشبه الى حد كبير النجم الراحل احمد مظهر في مشيته وشكله وطريقة كلامه .. حتى بت اعتقد انه هو .. ولم نكن نراه كثيرا فهو قائد المعسكر .. دائما يوم الاربعاء هناك تصاريح نزول للجند الى ذويهم للسلام والاستحمام والراحة والاستجمام .. فهناك تصريح 24 ساعة أو 48 ساعة .. نزور فيها اهالينا ونعود فيها الى المعسكر مرة اخرى .. واتذكر ان اول تصريح لنا لم يكن اسمي فيه .. وحزنت جدا أني سابقى للحراسة .. ولم يكن بيدي شئ افعله .. ولكن في نفس هذا اليوم كان موعدي مع أول فرخة مسلوقة اكلها بمفردي .. لأن التعيين – الطعام – زائدا عن الحد لوجود جنود في تصاريح .. وكان من نصيبي في وجبة الغذاء تلك الدجاجة الثمينة التي التهمتها بمفردي .. فقد كانت احوالنا في هذا الوقت لا تسر عدو ولا حبيب .. فالفرخة في اغلب البيوت المصرية تقسم على اربعة أو خمسة افراد ومرة كل شهر او شهرين – اهل المدن – كالقاهرة مثلا ولا اتكلم لا عن الريف ولا نيابة عنهم فلا علاقة لي.. وكان يوما مشهودا في تاريخي العسكري .. ثاني اسبوع حدث نفس الشئ .. نسى القائد وضع اسمي .. فما كان مني ان احتجيت بشكل واضح .. وما كان منه الا ان اعطاني خدمة زيادة .. وهي نوع من العقاب .. ولكن بعدها لم اقف خدمة ابدا .. فقد احس انه ظلمني .. ولم اكن ادخن في تلك الفترة .. وحدث ان جائني ابن خال لي ضابط رتبة في سلاح المدرعات الى ك 3 حتى لا ينقلوني الى الجبهة .. واذا بهذه الواسطة لاتنفع ..
وفي اليوم الاول من شهر ابريل تم ترحيلي وزملائي الى السويس .. بمعنى انه تم توزيعنا على الجيش الثالث الميداني .. قيادة اللواء عبد المنعم واصل ورئيس اركانه اللواء مصطفى شاهين .. ان لم تخني الذاكرة .. وصلنا في عربة زل روسي الى الموقع بالقرب من جبل عتاقه .. تحت الجبل .. نهاية خط القطار .. في ذلك الحين .. وكانت الدنيا ليل وليس هناك قمر أو بدر .. وتخيلنا اننا في طريقنا الى القتال .. مكثنا هناك حتى الصباح .. وكنا في شدة الجوع فقام احد الزملاء القدامى في ذلك الموقع بفتح علب بسلة مطبوخة بالصلصة (قها) .. حوالي عشرة علب أو يزيد وجلسنا نأكل ومااحلاها بسلة .. ولم يسخنها لنا من شدة الجوع .. طعم تلك الاكلة مازال في ذاكرتي حتى الان .. وارسلنا بعد ذلك الى مدرسة المعركــة في كبريت .. وتم تقسيمنا الى اشارة سلكية واشارة لاسلكية .. السلكية هي استعمال التليفونات الميدانية واللاسلكية هي اجهزة المورس وغيرها .. جلسنا هناك 45 يوما من اجمل ايام العمر .. طلبة نتعلم جزء من فنون القتال الميداني .. وخاصة في السلاح العصب وهو سلاح اتصالات الجيوش .. الاشارة ..
واخذت فترة التدريب بمدرسة المعركة في كبريت بالسويس .. وبعدها الى اللواء 11 مشاه ميكانيكي التابع للفرق السابعة مشاة التابعة للجيش الثالث الميداني قيادة العقيد اركان حرب فاروق الصياد .. وصلنا هناك بالضبط 15 مايو 73
الى ان صدرت التعليمات بوجود مشروع في شهر أغسطس 73 .. وماسيفعل به سيفعل في الحرب .. وكل عسكري او ضابط عليه تنفيذ ما يؤمر به .. لا أكثر ولا أقل .. وتم في هذا المشروع تغيير نظام الخدمة بدلا من عسكري واحد لكل خدمة سواء كان برنجي او كنجي او شنجي ولكل منهما 4 ساعات على مرتين بمعدل ساعتين كل مرة اعتبارا من السادسة مساء .. اصبحت الخدمة 4 ساعات وكل خدمة جوز عساكر ولمرة واحدة فقط .. كما تم تسليمنا اسلحة رشاشة غير البورسعيد .. او ما يسمى كارل جوستاف وهو رشاش شرقي الصنع .. اعتقد كان تشيكي .. اما السلاح الجديد فكان كمثل اسلحة القوات الخاصة وللأسف لا اعرف اسمه .. وقمنا في هذا المشروع بربط قيادة اللواء بقيادة الفرقة سلكيا .. وكنت اول الواصلين مع مجموعتي .. المسألة تبدو سهلة ولكنها غير ذلك .. فقد كان الوقت حوالي الثانية عشر ليلا وبدون استعمال أي اضواء وكانت السماء سوداء خاصة وانه كان اول الشهر .. أو اواخره .. وعلينا الاعتماد على تقديرنا في ذلك .. وعادت القوات من المشروع الى مراكزها وبعدها بيومين او ثلاثة طلب منهم التحرك الى الخطوط الامامية لوجود مشروع اخر .. وصدرت تعليمات اخرى بخصوص اداء العمره والاجازات وكذلك اعتزام القوات المسلحة توفير بعض المساكن لجنودها كالمساكن الشعبية وبالتقسيط المريح .. وكنت في اخر اجازة لي قد اشتريت وابور جاز بريموس من محلات بريموس في العتبة بالقاهرة .. من اجل تحسين نوعية الطعام المقدم لنا .. وكمان الواحد يشرب كباية شاي على مزاجه .. وكانت امي – رحمها الله – قلقة جدا بشأن هذا البابور حيث كنا نستعمل بنزين السيارات في اشعاله بدلا من الجاز .. وللأسف لم استعمل هذا البابور ولا مرة .. فمنذ ان اشتريته وانا في مشروعات .. ولقد تركته خلفي عند العبور .. ويبدو ان الله قد استجاب لدعوة ام مجدي ..

كنا مجموعة من العساكر من مختلف محافظات مصر شرقها وغربها جنوبها وشمالها .. والا جنوبها .. وماأجمل العسكري الصعيدي المقاتل وقت الشدة .. وحش جاسر .. والبحراوي عقلية تذكرية تراكمية .. وما ان وصلنا حتى وجدت مجموعة من العساكر حوالي 4 عساكر ومعهم صفيحة سمن فارغة يطبلون ويرقصون .. وسألت من هؤلاء فقالوا لي المستبقيين .. والمستبقى هو من انتهت مدة خدمته بالقوات المسلحة ولم يخرج الى الحياة المدنية ونظرا لم عانوه من استبقاء وقبلها حروب الاستنزاف فقد يفقد بعضهم احيانا السيطرة على نفسه ويقوم ببعض الاعمال الهستيرية – اقول البعض القليل - .. وقد توزعنا في اول يوم على المراكز المختلفة .. وكان توزيعي على التحويلة الرئيسية لقيادة اللواء (سنترال 40 خط) ومن الساعة 12 مساءا الى الساعة الثامنة صباحا .. وكنا مرهقين .. والاهم من هذا ان بعد هذه الخدمة القاسية يوجد تدريبات صباحيه .. يعني لا نوم بالليل ولا بالنهار .. وبذلت كثير من المحاولات المباشرة وغير المباشرة وكان من نصيبي ان اكون في مركز اتصالات غرفة العمليات الخاصة باللواء .. وهو ملجأ عبارة عن منزل كامل تحت الارض به فرد وشاشة دفاع جوي وعسكري اشارة وضابط يتم تغييره كل يوم يكون مسئولا عن مراقبة المواقع الخاصة باللواء يوما بأكمله .. وخاصة ساعات الليل .. وفي تلك الوحدة عشقت شيئا اسمه الطعمية البايتة مع الطماطم والجبنة البيضاء .. عادة وبسبب اشياء كثيرة كنا نفقد بعض الاكل وهو اساسا لا يكفينا وليس امامنا من حل الا الذهاب الى الكانتين وشراء كفايتنا – اذا كان لدينا فلوس – والكانتين ليس به الا سجاير وبرتقال وطعمية وخبز وشاي .. اما باقي الاشياء فكنا نوفرها من السويس .. وكانت الطعمية دائما بايتة .. يعني عدى عليها يوم او اثنين منذ ان اخرجوها من الطاسة .. وليس هناك حل اخر .. فكنت اكمل اكلي بها .. وبعدها ارسلت الى مركز السيطرة الخلفي – الشئون الادارية - عسكري تحويلة- في ملجأ تحت الارض.. في منطقة شاسعة ليس بها سوى 200 جندي وضابط على الاكثر .. وكان بهذا الملجأ عسكري مستبقي يدخن بشراهة وكان من منطقة عابدين مسئولا عن جهاز الاسلكي وعسكري اخر مسئولا عن تحويلة ميدانية 10 خط فقط ولا تعمل الا 4 أو 5 مرات في اليوم .. مارست في تلك الفترة هوايتي في تعلم الانجليزية اضافة الى زيادة حصيلتي من القراءة في شتى النواحي التي احبها .. وكنت اقوم ايضا باداء بعض التمرينات السويدية الى ان شاهدني قائد الشئون الادارية وكان برتبة رائد .. وعندما علم بمؤهلي وتعدد قراءاتي اصبحنا اصدقاء في حدود انه رائد وانا جندي .. وكان لهذا القائد – محمد ابو الحسن – الفضل كل الفضل بعد الله في انقاذنا من موت محقق اثناء وجودنا في الضفة الشرقية بعد العبور .. كانت الصواريخ المصرية قد ابتعدت من ارض المعركة بسبب ما .. وكان جيش العدو قد نفذ ثغرة الدفرسوار .. والتف حول الجيش الثالث .. واصبح هناك تداخل بين الجيشين .. وللأسف اصبحت السماء فوق شاطئ القناة خالية من أي صواريخ مما جعل العدو يمارس فيها طلعاته الجويه بدون اعتراض .. فما كان منا كشئون ادارية الا ان بحثنا عن جرف في جبل اختبئنا فيه وكان معنا دبابتين تم تغطيتهما لكي لا يكتشفهما العدو .. وايضا مدفعين م.ط 14 .. فما كان منه الا ان اعطى اوامره بتغطية المدفعين المضادين للطائرات لكي لا يكتشف الموقع وبه ما لايقل عن 200 جندي وضابط .. وانتهت المسألة بسلام .. كما اننا شاهدنا العجب العجاب من اسلحة امريكية اعطيت لهم مثل القنابل التلفزيونية فهي قادرة على اصطياد السيارات والعربات المدرعة وغيرها وهي تيسير بسرعتها القصوى وذلك عن طريق التوجيه الالى .. اضافة الى القنابل العنقودية وغيرها .. وكما قال الزعيم الراحل انور السادات .. دخلت امريكا واروبا الحرب .. حتى الصواريخ السام (ارض – جو ) وجد العدو وسيلة للتغلب عليها ..


ما ان وصلنا الى قيادة اللواء قادمين من مدرسة المعركة .. في كبريت .. حتى اصابتنا الدهشة .. فكل ما شاهدناه عبارة عن صحراء .. وعساكر تخرج من بين الرمال .. كأنها فئران .. اين المساكن واين المباني .. لا شئ على سطح الارض .. كله تحت الارض .. ملاجئ .. والملجأ عبارة عن حفرة بعمق حوالي ثلاثة امتار وعرض مترين وطول اربعة أو خمسة امتار مبطنة بأكياس الرمل ومسقفة بشبك من الحديد وبها فتحة تهوية مغطاه بعلبة صفيح لمنع دخول الحشرات وغيرها الى الملجأ .. ويتواجد بها الملجأ حوالي 3 أو 4 عساكر .. وهو للنوم وتغيير الملابس لا اكثر .. ويقي هذا الملجأ من الغارات الجوية – احيانا - .. واتذاكر انه في اول يوم لوصولي ان فقدت الجهاز الكيماوي الخاص بي .. سرق .. حيث يستلم كل جندي مخلة .. والمخلة هي كيس من القماش القوي به عدد 2 بدلة جندية – اوفارول – و2 حذاء .. وكانتين – طبق معدني – وملعقة وشوكة وسكينه .. وبطانية .. وفانلات صيفية وشتوية .. وزمزمية مياه سعة لتر .. ومعهم الكيماوي .. وهو خاص بالحرب الكيماوية .. فعندما يشعر الجندي بأن هناك غازات سامة او ماشابه عليه بلبسه مباشرة لحمايته .. ولقد تم تعديل تلك المخلة بأن اصبحت عبارة عن شــدة ميدانية بدون اكمام .. بها جيوب لكل شئ في الاجناب .. مكان للذخيرة .. مكان للشاش الطبي وغيره .. مكان للمياه خلف ظهر المقاتل .. مكان للوجبات .. بالاضافة الى الخوذة المعدنية لحماية الرأس .. وايضا مكان للجهاز الكيماوي .. بمعنى ان المقاتل لم يكن يمسك في يده الا سلاحه فقط .. مما سهل التحرك في أي مكان .. كانت التدريبات الخاصة بالمجموعة السلكية هي مــد الخطوط بين وحدات اللواء وقيادة الفرقة اثناء التحرك وليس اثناء الثبات .. وهي من اصعب المهام .. خاصة وان الاسلاك دائما مكشوفه ومعرضة ان تقطع أو تسحب بواسطة المدرعات أو المجنزرات او حتى الافراد .. وعلينا اعادة لمها وتركيبها مرة اخرى ..
ويوم 6 أكتوبر الساعة 05ر2 ظهرا شاهدنا أول طائرة مقاتلة تعبر الى سيناء وعرفنا من المذياع وعن طريق الزملاء انها الحرب .. كانت فرحة لا بعدها فرحة ..
كنت جنديا في سلاح الاشارة .. وكانت مهامنا الاساسية هي ربط قيادة اللواء بمركز السيطرة الخلفي – الشئون الادارية - المكون من التعيين والسلاح والذخيرة والحملة – السيارات – والملابس وايضا الوقود .. سلكيا ولاسلكيا .. عامل تحويلة .. وهي السويتش الميداني أو السنترال كما يقال عليه هذه الايام .. كانت ايام عصيبة مجيدة .. وكانت القوات الاسرائيلية قد قامت بالثغرة والتفت حول الجيش الثالث وكان لابد لها من ضرب الامدادات .. والامدادات هي اخر من عبر من قوات اللواء .. فكان الضرب بقذائف المدفعية شديدا جدا وعنيف .. وكنا قد تعلمنا كيف نحمي انفسنا بالاختباء في مثل هذه الاوقات داخل الحفر البرميلية الثعلبية .. حفرناها بايدينا وبرموش عينينا وبأي شئ متاح في ايدينا فهي وسيلة النجاة الوحيدة المتاحة لنا الان .. كان معي .. حسني .. من نفس دفعتي .. شاب اسمر – اخضر – من باب الشعرية.. اختبئنا في أول حفرة وجدناها .. شاهدنا القذائف تنهال علينا من كل جهة .. قذائف المدفعية .. وعرفنا بعدها انها كانت تطلق من مدفع مركب على شاسيه دبابة ذاتي الحركة عيار 155-175 مم. كانت القذيفة تصنع حفرة في الارض حوالي 6×6 متر .. ولوجود هذا المدفع على شاسية الدبابة وذاتية حركته فلم يكن هناك حل لاسكاته سوى خروج جماعات المشاة وكانت تسمى في ذلك الوقت – وقت الحرب – الملاحظة .. واحضار هذا المدفع والطاقم الخاص به .. كانت ايام مجيدة .. المهم .. بحساب مسافة سقوط القذائف ايقنت ان دورنا في سقوط قذيفة علينا قادم في خلال 20 ثانية أو أقل .. صحت فيه يلا يادفعة .. خلينا نمشي من هنا .. هانموت في القذيفة القادمة .. ولم يتحرك .. حاولت ان اجره فلم يستجب لي .. فأسرعت بكل ما في من قوة أو عزيمة كما يقولون الى موقع آخر يبعد عن ذلك الموقع .. وتسقط عليه قذيفة في نفس المكان المحتمي فيه .. رحمه الله .. واستمر الضرب والكر والفر .. وحدث نقص شديد في التعيين الخاص بنا فلا ماء ولا اكل الا النذر اليسير .. بمعنى ان طعام اليوم الواحد كنا نأكله في 3 أيام .. واخرون في اربعة ايام وهو عبارة عن تعيين قتال .. علبة فول .. علبة مكرونه أو ارز باللحمة .. وعلبة خضار باللحمة .. وباكو بسكويت مالح بالكمون وايضا عبوة حلاوة طحينية أو مربى وعلبة سجائر كليوباترا مع لتر مياه يوميا .. كان هذا تعيين القتال الخاص بالجندي .. احيانا يكفيه واحيانا اخرى يكفيه لوجبة واحدة حسب الحالة النفسية .. كان بعض المدخنين يبيعون بعض طعامهم بالسجائر .. وهم من كان لا يكفيهم علبة سجائر واحدة يوميا .. الا المياه فلم يكن احد لديه فائض منها .. واذكر اني ذهبت في مواقع القتال الامامية لزميل جندية وابن حتتي اسأله ملئ غطاء ماء – غطاء الزمزمية - فقال لي والله يادفعة ماعندي .. وهو صادق .. وكانت اقصى احلامي واحلام غيري في تلك الفترة ان نضع افواهنا في صنبور مياه ونشرب حتى نرتوي .. لا مال ولا بنون ولا زوجة ولا قصر حتى .. بل شربة ماء نرتوي منها .. الاكل امره سهل .. اما المياه فكانت رحمة ربنا بنا واسعة فحدث ان هطلت الامطار بشدة تقريبا في نوفمبر وتجمعت في وديان صخرية كان يشرب منها الجيش الثالث بأكمله .. وطبعا لتر ماء يوميا لاغير .. حتى اتفاقية فك الحصار .. ولوجود قوات للعدو على الضفة الغربية نتيجة عملية الثغرة يفصل بيننا وبينهم الشاطئ حدث في عيدالاضحى ان كان للعدو بعض من جنوده من يجيدون العربية واخذوا في النداء علينا بأن من يريد ان يذهب الى اهله ويقضي عيد الاضحى معهم ان يتجاوب معهم .. ولكن هيهات .. وحدث انه اثناء القصف الجوي ان سقطت قذيفة زنة 700 رطل على منطقة في السويس فاخرجت المياه من باطن الارض وكان الجيشين المتحاربين يشربان منها .. ورغم ذلك كانت معنوياتنا عالية الى اقصى درجة .. لأننا تحركنا لنثبت للعالم من هو الجندي المصري .. ماأجمل سماء سيناء والطائرات الاسرائيلية تتهاوى منها بفعل الصواريخ السام .. كنا نهلل كثيرا ونعد على اصابع ايدينا عدد الطائرات يوميا .. كان المعنويات عالية .. والهمة عظيمة والامل في الله سبحانه وتعالى والقيادة اعظم .. واذكر انني يوم 15 ديسمبر 73 كنت جائعا أبحث عن لقمة خبز هنا أو هناك فلم اجد .. واخذت اتجول حول الموقع فرأيت قطعة بسكويت على كومة من الرمال .. فهممت بأخذها فأذا بيدي تصطدم بخشبة مكتوب عليها " الشهيد محب بسيوني - اللواء كذا مدرع - استشهد بتاريخ --- 73" اخذت قطعة البسكويت والتفت حولي فاذا به موقع لعدد من الشهداء من نفس اللواء .. قرأت الفاتحة لهم .. واخذت ابحث عن اكثر من قطعة بسكويت ولكن هيهات .. تحركنا بعد ذلك من على الشاطئ الى الداخل قليلا .. بين الكثبان الرملية .. وماأجمل شتاء سيناء في الحدود القريبة من شط القناه .. كنا ستة يرأسنا محمد عبد الحميد (ليزه) وعبد العزيزعبد الغني وصفوت رمزي بولس وعبد السميع عبد الحميد وفهيم وأنا .. خيمة واحدة تضمنا جميعا .. نتدفئ بسخونة اجسامنا .. اصيب اغلبنا بالجرب .. ونقل بعض منا الى مستشفى السويس للعلاج .. ليزه من دكرنس ( لم يكن هذا اسمه ) اسمه محمدعبد الحميد وعبد العزيز من بني سويف صفوت رمزي من شبرا عبد السميع عبد العظيم من اسيوط وفهيم محمود من السنبلاوين .. وانا من القاهرة .. يوميا من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا هو موعد ذهابي الى تلة رمل مرتفعة اجلس عليها وانظف ملابسي من القمل والبراغيث فلم نكن نستحمى كثيرا .. خاصة وان لتر المياه لا يكفي شئ حيث اننا نستعمله في الطعام ايضا .. كانت المشاحنات بيننا كثيرا خاصة واننا من مناطق مختلفة .. كان قائدنا ليزه سياسي داهية وابن بلد حقيقي .. كانت مهمتي مع المجموعة هي احضار الحطب لنسخن به اكلنا .. كنا نأكل ثلاث وجبات .. وكل وجبة عبارة عن ثلث ما يحصل عليه الفرد منا من تعيين قتال وتعيين القتال هو الطعام كما شرحت لكم سابقا .. ولكي نملئ الطبق بالاكل كنا نضيف المياه لتزيد من شكله وليس كميته .. ونأكل ونحمد الله .. اعتقد ان وزني هبط حوالي 20 كيلو جرام خلال الفترة من اكتوبر 73 وحتى يناير 74.. وايضا كان يذهب احدنا ليعمل في تحميل وتنزيل المواد الغذائية في قيادة الفرقة .. واذكر ان طريق السيارة كان يمر امام خيمتنا .. وكنا قد اتفقنا على ان اقوم بالحصول على بعض المعلبات ورميها في الطريق لزملائي ومنها ايضا اللحوم .. وقد ساعدنا ذلك في بعض الاحيان على الاستمتاع بوجبة محترمه بها بعض اللحم الطازج .. كما ذكرت لكم اني خلال تلك الفترة كنت اذهب كل صباح الى تبة رملية وكان الجو شتاءا لمباراة في قتل القمل والبراغيث وغيرها من الحشرات .. وأثناء تجوالي وجدت نصف برتقال ثلثيها معفن والباقي على وشك .. وطبعا بقشرها .. وكانت وجبة بالنسبة لي لذيذة حتى اني احيانا الان احاول اعملها .. ليس بالضبط ولكن ان اقوم بأكل البرتقال ابو صرة بقشره وايضا المانجو .. ونجحت في ذلك الى حد كبير .. حتى اني في بعض الاحيان اصاب بالامساك فأقوم بتناول برتقاله بقشرها وبعدها تصبح الامور عال العال .. وكذلك يفعل ابنائي .. واعتبارا من يناير 74 على مااذكر صارت الامور الى الاحسن واصبحنا نأكل براحتنا قليلا .. ونشرب الشاي ثلاثة مرات يوميا .. ونستحمى .. فقد قرب موعد النزول الى مصر .. لم اصدق أني سأرى امي واخواتي .. مرة ثانية ..
وصلت القاهرة 5 صباحا .. ونقرت على نافذة الشباك ثلاثة نقرات وهي علامتي وتعرفها امي جيدا .. مجدي رجع .. مجدي رجع .. مجدي رجع .. فجأة وجدت امي (مفيده علي ابو زيد ) - رحمها الله واسكنها فسيح جناته - في الشارع تحتضنني وتبكي وتضحك وتزغرد .. حالة شبه هستيرية فقد كانت معلوماتها اني استشهدت بل ودفنني احــد زملائي الذين يسكنون في المنزل المقابل لنا بنفســـه ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البرنسيسة اية محى
عضو سوبر
عضو سوبر
البرنسيسة اية محى


عدد المساهمات : 559
نقاط : 955
تاريخ التسجيل : 22/11/2009
العمر : 28
الموقع : اورمان طلخا

ذكريات اكتوير Empty
مُساهمةموضوع: زكريات اكتوبر   ذكريات اكتوير Emptyالأحد ديسمبر 13, 2009 5:10 am

موضوع رائع جيد يااحمد بارك اللة فيك شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكريات اكتوير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا :: المواد الدراسية :: اللغه العربية-
انتقل الى: