(16 أيلول/سبتمبر)
في عام 1994، أعلنت الجمعية العامة يوم 16 أيلول/سبتمبر يوما دوليا لحفظ طبقة الأوزون وذلك في ذكرى التوقيع، عام 1987، على بروتوكول مونتريال المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون (القرار 49/214، المؤرخ 19 كانون الأول/ديسمبر). ودعت الجمعية الدول إلى تكريس هذا اليوم الخاص لتشجيع الاضطلاع بأنشطة تتفق مع أهداف ومقاصد البروتوكول وتعديلاته. أما طبقة الأوزون فهي حاجز حساس من الغازات يحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس وهي بذلك تحمي الحياة على كوكب الأرض
رسالة الأمين العام بشأن اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون
الجمعة 16 أيلول/سبتمبر 2005
يجدر بنا، ونحن نحتفل بهذه السنة التاريخية من عمر الأمم المتحدة، أن نتدبر قصة من قصص التعاون الدولي حققت نجاحا لا مراء فيه. فمنذ عشرين عاما، وقعت الحكومات اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون - وهي الطبقة الغازية الرقيقة التي تحمي جميع الكائنات الحية على سطح الأرض من التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الفضاء - وبذا بدأت مسيرة من التعاون العالمي حققت تقدما عظيما في التصدي لخطر هائل يهدد صحة الإنسان وسلامة البيئة في شتى أرجاء العالم. واتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال الملحق بها إنما هما مثال يدلل على قيمة الدور الذي تنهض به الأمم المتحدة في تعبئة الجهود وتنسيقها على صعيد العمل المتعدد الأطراف من أجل معالجة القضايا العالمية. وليس لنا أن نأمل في مجابهة التحديات الكثيرة التي تواجه العالم اليوم إلا بعمل من هذا القبيل.
ومن الدعائم الرئيسية لفعالية بروتوكول مونتريال الصندوق المتعدد الأطراف الذي أنشئ منذ 15 عاما. وقد دعم هذا الصندوق القائم على مبدأ المسؤولية المشتركة المتمايزة أنشطة تربو قيمتها على 1.5 بليون دولار ساعد بها أكثر من 130 بلدا من البلدان النامية على الوفاء بالتزاماتها الصارمة بموجب بروتوكول مونتريال بشأن تخفيض معدلات إنتاجها واستهلاكها للمواد المستنفدة للأوزون. وفضلا عن هذا، أثبت الصندوق ببرهان ساطع بأن بوسع جميع البلدان أن تنهض بدور هام في حل المشاكل البيئية العالمية إذا قُدم لها الدعم المناسب.
وأتوجه بالتحية إلى سائر أطراف بروتوكول مونتريال، البالغ عددها 189، لما أبدته من التزام بالمحافظة على سلامة البيئة. فقد أزالت بصفة دائمة حتى اليوم ما يربو على 1.5 مليون طن من الإنتاج السنوي للمواد الكيميائية المدمرة لطبقة الأوزون. ولكن هذا لا يعني أن مسيرة العمل قد بلغت منتهاها أو أن جميع الآثار المترتبة على استنفاد الأوزون قد جرى تداركها. فالبلدان النامية لم تقطع سوى نصف الشوط في تنفيذ الكثير من الالتزامات الواقعة عليها، بينما مازال على البلدان المتقدمة النمو أن توقف تدريجيا إنتاج عدد من المواد الكيميائية.
ويضاف إلى ذلك أن قِدَم استخدام المركبات المستنفدة للأوزون أبلى طبقته في معظم أنحاء العالم. وعلينا أن نتيقظ دائما لهذا الخطر حتى نتجنب زيادة معدل الإصابة بأمراض سرطان الجلد وإعتام عدسة العين (الماء الأزرق) وغيرها من المخاطر الصحية. ولهذا السبب، فإن موضوع اليوم الدولي لهذا العام هو ”تَرَفَّقْ بالأوزون - تَرْفُقْ بك الشمس“. ولو اتبع سائر سكان العالم هذا الشعار البسيط، فسيمكننا أن نحمي الصحة العامة ونقرب اليوم الذي تبرأ فيه طبقة الأوزون مما أصابها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]