الوقود الحفرى

ا
30مارس 2009

عقدت لجنة البيئة اجتماعا في تمام الساعة الحادية عشر من صباح يوم الاثنين 30مارس 2009،بحضور السيد الأستاذ الدكتور/ نادر نور الدين أستاذ بكلية الزراعة ، وذلك بغرض استعرض موضوع الوقود الحيوي ومستقبل إنتاجه في مصر والعالم ،وقد بدأ الاجتماع بكلمة ترحيب من الأستاذ الدكتور/ على القريعي بالأستاذ الدكتور /نادر نور الدين والسادة الحضور .
ثم بدا الدكتور /نادر نور الدين كلمته مرحبا بالسادة الحضور موضحا مصادر الطاقة الجديدة الغير ملوثة للبيئة والتي لا تنضب مع مرور الزمن وهي الماء ، والطاقة الشمسية ، والرياح ، و أخيرا الوقود الحيوي وهو محور الاهتمام حيث أن الثلاثة مصادر الأخرى يتم من خلالها إنتاج طاقة كهربائية ولا يمكن تحويلها إلى وقود سائل ومن هنا تم اللجوء إلية حيث أن جميع وسائل النقل تحتاج إلى وقود سائل والوقود الحيوي يعتبر غير ملوث للبيئة وأيضا لا ينضب وذلك عكس الوقود الحفري الذي سوف ينضب بعد 70 أو 80 سنة ولكي نميز الطاقة الحيوية فهي الطاقة المستمدة من المادة العضوية للكائنات الحية سواء كانت نباتية أو حيوانية أو ميكروبية والموجودة فوق سطح الأرض ومن أنواع الطاقة الحيوية الوقود الحيوي وهو الوقود المستخرج من المادة العضوية للكائنات الحية التي تعيش على سطح اليابسة وان هناك ثلاثة أجيال من الوقود السائل ، الجيل الأول من الوقود الحيوي هو تحويل المواد السكرية والنشوية والزيتية للمحصول الزراعي إلى وقود سائل باستخدام تكنولوجيا صناعية والجيل الثاني من الوقود الحيوي هو الوقود المستخلص من السليلوز والهيميسليولوز واللجنين (اللجنو سلسلوز )للمخلفات النباتية (وليس لثمار المحاصيل الزراعية )والأشجار الخشبية والأعشاب والحشائش ..........الخ .والجيل الثالث الذي يستخدم من الطحالب .
ثم تحدث عن أسباب إنتاج الوقود ومن أهم تلك الأسباب ما حدث أثناء حرب 73 حيث بدأت البرازيل بمحاولة التحرر من الذهب الأسود (البترول ) لان 75%منه بأيدي الشرق الأوسط ثم إعصار كاترين الذي دمر كل المنشآت البترولية على الساحل الشرقي سنة 2000 الذي جعلهم يفكرون ماذا سوف يحدث إذا تم تدمير المنشات البترولية حيث أن أمن الغذاء و أمن الوقود من أهم حقوق الإنسان ويأتي بعدها الحق في السكن . وأيضا ارتفاع سعر البترول ثم أضاف الآثار الناتجة عن استخدام الوقود الحفري وما يترتب علية من آثار التلوث التابعة لاستخدامه حيث أن البرازيل خفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يزيد عن 120مليون طن نتيجة استخدام الوقود الحيوي وانه تم أتاحت صناعة البيو ديزل و البيو ايثانول في البرازيل وحدها اكثر من 11مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة . أن استخدام الوقود الحيوي والحصول على أرباح منه سوف تؤدي إلى استصلاح المزيد من الأراضي القاحلة وزيادة دخول المزارعين واستقرارهم ومن ذلك سوف يخف الضغط على المدن الكبرى نتيجة لوقف زحف أهل الريف إلى المدن وبالتالي اعتدال توزيع السكان بين الريف والحضر .
بعد ذلك بدا الدكتور/نادر بإيضاح أهم الحاصلات المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي ومن أهمهـــا
البيو ايثانول (بديل البنزين )وينتج من جميع الحاصلات السكرية والنشوية مثال على ذلك قصب السكر من البرازيل واستراليا وبنجر السكر والبطاطس دول الاتحاد الأوربي ............الخ .ومن أهم خواصة أن لتر الايثانول الحيوي يحتوي على 66%من طاقة لتر الجازولين ويحتوي على اوكتين أعلى بما يحسن من أداء موتور السيارة نتيجة لاحتواء جزئ الايثانول على الأكسجين مما يحسن من عملية احتراق الوقود ويستخدم منفردا أو بعد الخلط مع الجازولين وأيضا يحتوي على نسبة اقل من الكبريت بالمقارنة أيضا بالجازولين وبالتالي فإن احتراقه كوقود للسيارات يقلل كثيرا من الاكاسيد الكبريتية في الهواء الجوي ويحتوي على نسبة عالية من النيتروجين فيتسبب في حدوث زيادة طفيفة في انبعاثات الاكاسيد النتروجينية في الهواء الجوي . ثم البيو ديزل (بديل السولار )وينتج من جميع الحاصلات الزيتية والدهون والشحوم ومخلفات زيوت القلي كما في بذور اللفت في دول الاتحاد الأوربي وزيت النخيل في ماليزيا ...............الخ. ومن خواصة أنة يمكن إنتاجه من أي محصول زيتي مهما كان نوعه والأكثر كفاءه واقتصادية هو جوز الهند وزيت النخيل والأخير شهدت أسعاره ارتفاعا كبيرا في العام الماضي نتيجة للتوسع في استخدامه لإنتاج الوقود الحيوي ويصنع الديزل الحيوي من خلط الزيوت أو الدهون بنسبة 80-90%مع 10-20% كحول في وجود عامل محفز . ثم إستطـــــــــرد الدكتور /نادر بإظهار عيوب ومميزات الجيل الأول للوقود الحيوي حيث تأثيره الضار على البيئة فسيتم إزالة غابات ومحميات طبيعة مما تسبب نقص في التنوع الحيوي والضغط على الموارد الطبيعة وزيادة التلوث وخاصة ونحن في زمن ندرة المياه فسوف يحدث تنافس على الترب الزراعية ومن اخطر عيوب هذا النوع العامل الإنساني والحق في الطعام لان ليس من الإنسانية حرق الطعام لتحويلة إلى وقود في ظل وجود 1.2مليار جائع وإذا نظرنا في مميزاته انه سوف يتم استخدام المياه الهامشية والمالحة في الإنتاج بما يحولها إلى موارد منتجة بدلا من كونها موارد خاملة غير منتجه بل يمكن أن تكون ضارة في الوقت الحالي.أما الجيل الثاني من الوقود الحيوي فمن عيوبه أن هذه المخلفات الزراعية تمثل سمادا عضويا مهما للترب الزراعية فيلعب دورا رئيسا في الحفاظ على خصوبة التربة . و أخيرا إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب ومن أهم مميزاتها أن الطحالب تعتبر اكثر النباتات انتشارا في الكون وتشكل معظم كتلة المادة العضوية ولا تعد غذاء للبشر وبالتالي لا تنافس الإنسان في غذاءه ولا تسبب ارتفاعا في أسعار السلع الغذائية ولكن لا يصبح إنتاجه اقتصاديا ألا إذا تجاوز سعر برميل البترول 120دولار .
ثم أنهى الدكتور /نادر حواره بان إنتاج الوقود الحيوي من المخلفات النباتية انه مازال تحت الدراسة والإنتاج غير ذات جدوى اقتصادية حتى إذا ارتفع سعر البترول إلى اكثر من 120 دولار للبرميل .ثم تحدث عن حقائق وخفايا إنتاج الوقود الحيوي ومنها استخدام الحاصلات المعدلة وراثيا والتي ترفض شعوب العالم استخدامها في الغذاء حتى ألان والحاصلات ذات الصفات المتدنية مثل القمح المنخفض البروتين وهي غير صالحة لإنتاج العلف أو الخبز وختاما عرض لنا كيفية استخدام الأراضي والمياه في إنتاج الوقود الحيوي والحاصلات التي يمكن لمصر والدول العربية استخدامها لإنتاجه حيث يمكن إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني في مصر لان الجيل الأول يهدد أمن الغذاء ومن أهم الحاصلات الزراعية التي يمكن لمصر والدول العربية استخدامها لإنتاج الوقود الحيوي نبات الجاتروفا لأنه صحراواي ويروى بالمياه الهامشية وبذور نبات اللفت لأنه متحمل للملوحة ويزرع على السواحل وبذور الخروع التي تنمو طبيعيا على حواف الترع والمصارف ، ومن المخلفات الدهون الحيوانية والبحرية وتنج من مخلفات المذابح ومصانع الأسماك ومخلفات زيوت القلي من المطاعم والفنادق وأيضا مخلفات محصول البطاطس والبطاطا في الحقول و أسواق الجملة والتجزئة ، أما الأراضي التي يمكن استغلالها في إنتاج الوقود الحيوي فإن مصر تمتلك 8.5 مليون فدان نحو خمسة مليون فدان أراضى قابلة للزراعة بالاستصلاح ونمتلك مياه عذبة لاستصلاح نحو 3 مليون فدان منها فقط لذلك لا يجب زراعة حاصلات الوقود الحيوي في الأراضي الزراعية الحالية التي يمكن أن تصل أليها المياه العذبة لتخصيصها للغذاء أما الأراضي المتوفرة في مصر لإنتاج الوقود الحيوي فيمكن زراعة الوقود الحيوي في الأراضي القاحلة عالية الملوحة أو مرتفعة القلوية والتي ليس هناك أي جدوى اقتصادية من إصلاحها مثل أراضى سهل الطينه وشريط الأراضي الزراعية الموازية لقناة السويس شرقا وغربا و أراضى سواحل المتوسط القاحلة (أراضى مريوط وعزبة البرج بدمياط ورشيد و البوصيلي )و أراضى الواحات ذات القشرة الملحية السطحية وأيضا المناطق ذات آبار المياه الملحية (أراضى العريش ووسط وجنوب سيناء )و أخيرا حواف المصارف الزراعية والترع خاصة بنباتات الجاتروفا و أشجار الخروع وأراضي الملاحات والسياحات في مدخل إسكندرية وجنوب بور سعيد و أراضى الاجون التي تصب فيها الصرف الصحي أو مياه مخلفات الصرف الصناعي .
ثم أبدى الدكتور/ على القريعي شكره وإعجابه بما إلقاءه الدكتور نادر وفتح باب المناقشة والتي أسفرت عما يلي :
أن الخروع والطحالب من أهم الحاصلات وان استخدامها سوف يؤدي لإنتاج الوقود الحيوي بصوره اقتصادية إلا أن المواد الأخرى المستخدمة هي التي ترفع من سعر إنتاجه ومنها المادة المحفزه والكحول .
ضرورة الإسراع في تنفيذ مشروع البيو ايثانول (بديل البنزين ) لان سعر برميل البترول سوف يصل إلى 90دولار على نهاية العام ولن يكون المشروع مربح إلا إذا كان سعر برميل البترول يترواح ما بين 100-120 دولار بسبب سعر المادة المحفزه وأرباح المصنع ومصاريف أخرى .
تم الإشارة إلى انه هناك مصنع كوري في السويس لإنتاج السولار الحيوي حيت أن إنتاجه اسهل بكثير من الايثانول.
يجب على الدولة أن تتبنى مشروع إنتاج البيو ايثانول (بديل البنزين ) حيث أن القطاع الخاص لا يستطيع تحمل تكلفته .
و بالنسبة لإقتراح استخدام ورد النيل لإنتاج الوقود الحيوي لكن لا يمكن أستخدمه لأنه لا يحتوي على مواد بروتينية أو زيتيه ولأنه مفيد جدا لتنقية مياه النيل وسرعة التخلص من الرصاص .
أن افضل ما سيتم في مصر هو إنتاج الوقود الحيوي من المخلفات في أراضى غير صالحة للزراعة .
تم عمل كتاب تفصيلي عن الوقود الحيوي وسوف يتم نشره قريبا .

وفي نهاية الاجتماع شكر الدكتور /علي القريعي جميع السادة الحضور متمنيا استكمال الحوار مره أخرى والعمل به .

شكرا مى

شكرا مى على الموضوع

شكرا على مجهودك يا مى

مشكوررررررررررررررر