الإعياء عند الرياضيين هو أمر شائع الحدوث خاصة في رياضات التحمل ، ويزداد احتمال حدوث ذلك في ظروف الحر الشديد والرطوبة العالية ، في معظم الأحوال فإن الأسباب بسيطة ولا تستدعي إجراءات كبيرة ،
و مما يرجح أن السبب بسيط حدوث الإعياء والسقوط على الأرض بعد انتهاء المسابقة وكذلك بقاء الرياضي بكامل وعيه..
من جهة أخرى يزداد احتمال وجود أسباب حقيقية أو عضوية للإعياء العام في حال حدوث الظاهرة خلال مزاولة النشاط الرياضي أو عند ترافق ذلك بحدوث اضطراب في الوعي أو العلامات الحيوية عند المصاب .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أهم أسباب الإعياء الشديد عند الرياضيين
انخفاض الضغط الوضعي (مع أو بدون الجفاف) :
ويحدث ذلك عادة بعد انتهاء المنافسة وسببه تجمع الدم في الأطراف السفلية وبطء عودته إلى الدوران بعد توقف العضلات عن التقلص ، يؤدي الجفاف المرافق للتعرق الشديد إلى نقص في حجم الدم المتبقي في الدوران مما يتسبب في تسريع القلب.
العلاج في الحالات البسيطة هو استلقاء الرياضي على ظهره ورفع الأطراف السفلية لتشجيع عودة الدم منها إلى القلب ومن ثم إعادة التوزيع إلى الجسم وكذلك شرب السوائل (وليس الماء) التي تحتوي على أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكلورايد.
أما في الحالات الأسوأ فيحدث نقص شديد في حجم السوائل في الدوران وعندها يجب إعطاء السوائل ومعها الأملاح عن طريق الوريد لتأمين سرعة وصولها إلى الدوران
التشنجات العضلية:
وتحدث هذه أثناء أو بعد المنافسة الرياضية بسبب الجهد الكبير وتكرار حركة العضلة مما يؤدي إلى تعب العضلة بسبب زيادة استعمالها ولا علاقة لتراكم حمض اللبن في ذلك ، غالباً ما تحدث التشنجات في بداية الموسم الرياضي عندما تكون لياقة اللاعبين ما تزال غير مكتملة ، يتم علاج هذه التشنجات بالإبقاء على العضلات بوضعية التمدد بالإضافة لوضع العضلات في الثلج وإجراء التدليك العضلي الذي يساعد على تخفيف التقلص العضلي.
وقد تحدث التشنجات أيضاً بسبب نقص الأملاح ( الصوديوم والبوتاسيوم) الشديد في الجسم وفي هذه الحالة قد لا تقتصر التشنجات على عضلات الأطراف السفلية بل تتجاوزها لتشمل كل الجسم بالإضافة لحدوث أعراض أخرى كالغثيان والإقياء ، زيادة تناول الأملاح قبل القيام بالجهد قد يمنع هذا النوع من التشنجات الخطيرة .
نقص الصوديوم والأملاح:
وهو أكثر الأسباب خطورة وسببه فقدان الأملاح والسوائل بسبب التعرق الشديد وتعويض السوائل بالماء فقط دون تعويض الأملاح المفقودة. وتتراوح أعراض ذلك بين البسيطة التي تتصف بالتعب العام ، أما على الطرف الآخر قد تحدث التشنجات العامة و فقدان الوعي والموت في الحالات الشديدة ، طبعاً تشخيص وعلاج هذه الحالات يحتاج لأخصائيين متمرسين. ومن المهم جداً التأكيد بأن إعطاء السوائل السكرية الوريدية لمريض يعاني من نقص الصوديوم أو البوتاسيوم قد يكون مميتاً .
الإعياء الحراري / ضربة الشمس:
وهو من الأسباب النادرة جداً وتحدث عندما يفقد الجسم القدرة على تنظيم الحرارة الداخلية فترتفع حرارة المصاب إلى ما فوق الأربعين ويتسرع القلب والتنفس وينخفض الضغط ، وتبدأ الأعراض باضطرابات عقلية ثم تسوء و تتجه إلى انحلال العضلات والفشل الكلوي ثم الموت إن لم يتم العلاج بسرعة ، ويتطلب العلاج إجراء التبريد السريع للمصاب خارجياً وداخلياً .
نقص السكر الشديد:
ويحدث ذلك هذه في حال الرياضات التي تستغرق أكثر من أربع ساعات وتكثر عند الرياضيين المصابين بمرض السكري أو أولئك الذين لم يتناولوا النشويات والسكريات قبل و أثناء الرياضة الطويلة ، أعراض نقص السكر معروفة وتشمل الضعف العام و الرعشة و التعرق و تلعثم الكلام قبل حدوث فقدان الوعي.
العلاج هو إعطاء المشروبات السكرية أو حقن السكر الوريدي في الحالات الشديدة .
انخفاض الحرارة الشديد:
وهو نادر جداً ويحدث عند بقاء المتسابق في البرد الشديد لفترة طويلة ، وهو أكثر حدوثاً في الرياضات الشتوية أوالسباحة في الجو البارد ، ويستوجب العلاج تدفئة المصاب. من الأسباب الأخرى النادرة جداً وجود اعتلال في عمل أو نظم العضلة القلبية لم يتم اكتشافها مسبقاً .
الخلاصة:
معظم حالات الإعياء عند الرياضيين بسيطة وعابرة و تعالج بالراحة والسوائل عن طريق الفم. طبعاً السوائل المفضلة هي تلك التي تحتوي على الأملاح. أما الماء فهو غير مفضل.
الأسباب الأشد خطورة تحدث عادة أثناء الجهد وقد تبدو على المصاب أعراض غريبة مثل فقدان المحاكمة العقلية. قد يميز هذه الحالات حدوث ارتفاع أو انخفاض شديدين في الحرارة ، وقد تترافق هذه الحالات بنقص السكر أو الأملاح الشديد في الجسم أو حدوث نقص شديد في السوائل "الصدمة الوعائية".
لا بد من التأكيد بأن الحالات الأكثر خطورة يجب أن يتم علاجها في المشافي التي لها خبرة في الموضوع لمنع حدوث ما لا يحمد عقباه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]