المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا

المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا للتعليم الأساسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
إدارة المنتدى ترجوا من الجميع المشاركة في التقويم الذاتي للمدرسة لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف للعمل علي تطوير المدرسة ولكم جزيل الشكرمع اطيب تمنياتى للجميع بالتوفيق
إدارة المدرسة وإدارة المنتدي تهنئ طلاب وطالبات المدرسة الحاصلين علي المراكز العشرة الأولي في امتحانات الفصل الدراسي الأول2019/2018م مع اطيب تمنياتى للجميع بالتوفيق والنجاح أ/عزت نور الدين
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ملف إنجاز
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالسبت أبريل 25, 2015 6:44 am من طرف عزت نور الدين

» موقع الفارس المصرى للبرامج
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالثلاثاء فبراير 26, 2013 10:55 am من طرف alfares

» صلاح الدين الايوبى
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:50 am من طرف hagarnassr

» عماد الدين زنكى
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:48 am من طرف hagarnassr

» جامعة الدول العربيه
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:42 am من طرف hagarnassr

» ثوره25 يناير
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:31 am من طرف hagarnassr

» قطعة شيكولاته تلهم مخترع الميكروويف
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالسبت فبراير 25, 2012 2:29 pm من طرف غادة حسن

» مذبحة ماسبيرو
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالخميس فبراير 02, 2012 8:22 am من طرف hagarnassr

» أنا هرشح نفسى ف الانتخابات
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالأحد يناير 29, 2012 4:55 pm من طرف هَاجْر طَارِق

» العالم دبسون ابو الاوزون
افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالأحد يناير 29, 2012 4:40 pm من طرف هَاجْر طَارِق

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هاجر عبده
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
•·.·`¯°·.·• (haia) •·.·°¯
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
كريم أشرف
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
aya 7amdy
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
البرنسيسة اية محى
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
أحمد محمد
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
أ / ايمن رجب
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
هَاجْر طَارِق
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
ياسمين صالح
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 
ك/ يسرى
افلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_rcapافلا يتدبرون القرآن 2 I_voting_barافلا يتدبرون القرآن 2 I_vote_lcap 

 

 افلا يتدبرون القرآن 2

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هَاجْر طَارِق
عضو خبير
عضو خبير
هَاجْر طَارِق


عدد المساهمات : 216
نقاط : 527
تاريخ التسجيل : 15/11/2010
العمر : 27
الموقع : في رحمة الله التي وسعت كل شئ

افلا يتدبرون القرآن 2 Empty
مُساهمةموضوع: افلا يتدبرون القرآن 2   افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالإثنين مارس 07, 2011 11:15 am

وبالرجوع إلى كتب التفسير يتضح أن الآية الأولى: تثبت عقيدة أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين والأئمة والصالحين أن الله - تعالى - في السماء كما أخبر مستوٍ على عرشه قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (5) سورة طـه ( ) .

وأما الآية الثانية: فلا علاقة لها بموضوع المكان ، وإنما تتحدث عن العبودية لله - سبحانه وتعالى - ، فإن لفظ {إِلَهٌ} تعني : المعبود بحق ، فمعنى الآية إذن : أن الله معبود من في السماء كما أنه معبود مَنْ في الأرض . وأما الآية الثالثة : تتناول قضية العلم فمعناها : أن الله يعلم ما في السموات والأرض .

ثانياً : كيف نتدبر القرآن الكريم ؟
يتم ذلك من خلال طريقين : العلمي ، والعملي .
أولاً : الطريق العلمي: وذلك من خلال أن يعرف المسلم قيمة تدبر القرآن الكريم، وعِظَم مكانته ، وكثرة فوائده، وأن تدبر القرآن سبيل إلى العلم النافع، والعمل الصالح، وطريق إلى حياة القلوب.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
فتدبر القرآن إن رمت الهدى
فالعلم تحت تدبر القرآن( )


قال إبراهيم الخواص :
( دواء القلب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر ، خلاء البطن ، قيام الليل، التضرع عند السحر ، مجالسة الصالحين )( ) .
إن المحروم مَنْ حُرِمَ تدبر القرآن ، وأُغْلِقَ عليه فهم آياته ، ومعرفة معانيه ، قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد . قال علي بن أبي طالب : ( لا خير في عبادة لا علم فيها ، ولا خير في علم لا فقه فيه ، ولا خير في قراءة لا تدبر معها ).
تفكر عمرو بن مرة في مَثَل من أمثال القرآن فلم يتبين له معناه، فجعل يبكي، فسئل ما يبكيك؟ فقال: (إن الله - عز وجل - يقول: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } (43) سورة العنكبوت. وأنا لم أعقل المثل فلست بعالم فأبكي على ضياع العلم مني )( ).
ثانياً : الطريق العملي : وذلك باتباع الخطوات الآتية :
1- الالتزام بآداب التلاوة وبخاصة الإخلاص والطهارة والسواك والاستعاذة واختيار المكان المناسب ... وقد سبق ذكرها بشيء من التفصيل في هجر التلاوة .
2- تفريغ القلب من الشواغل ، والتخلي عن موانع الفهم وبخاصة الذنوب والمعاصي ، والغفلة والكبر .. ، والعمل على صلاح القلوب وطهارتها عن طريق الذكر والتسبيح والاستغفار ، والإنابة والتوبة ، والتخلص من فضول الطعام والمنام والنظر والمخالطة .
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
( فإذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته ، وألقِ سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه سبحانه لك على لسان رسوله  ، وذلك أن تمام التأثير ، لما كان موقوفاً على مُؤَثِّرٍ مُقْتَضٍ، ومَحْلٍ قَابل، وشرط لحصول الأثر ، وانتفاء المانع الذي يمنع منه : تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه ، وأدله على المراد .
فقولـه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37) سورة ق. وهذا هو المؤثر. وقولـه: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } فهذا هو المحل القابل، والمراد به : القلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال - تعالى - : {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} (69ـ70) سورة يــس. أي: حَيّ القلب .
وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} أي : وَجَّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يُقَال، وهذا هو شرط التأثير بالكلام . وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ} أي: شاهد القلب حاضر غير غائب .
قال ابن قتيبة : استمع لكتاب الله وأنت شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه. وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير وهو: سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له ، والنظر فيه وتأمله.
فإذا حصل المؤثر : وهو القرآن .
والمحل القابل : وهو القلب الحي .
ووجد الشرط : وهو الإصغاء .
وانتفى المانع : وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب ، وانصرافه إلى شيء آخر , حصل الأثر : وهو الانتفاع بالقرآن والتذكر )( ) .
3- ترتيل القرآن ، قال تعالى :{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (4) سورة المزمل. إن ترتيل القرآن يساعد على تدبر الآيات ، وفهم معانيها.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله) .
وعن مجاهد أنه سُئٍلَ عن رجلَين : قرأ أحدهما البقرة وآل عمران ، والآخر قرأ البقرة وحدها ، وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء ، قال : الذي قرأ البقرة وحدها أفضل )( ).
وأكثر العلماء يستحبون الترتيل في القراءة ليتدبره القارئ ويفهم معانيه.
عن حفصة - رضي الله عنها - : (كان الرسول  يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول منها) ( ).

4- ترديد الآية حتى يتحصل على التدبر
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قام النبي  بآية من القرآن ليلة ( ).
وعن أبي ذر قال : قام النبي  بآية يرددها حتى أصبح ، الآية{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (118) سورة المائدة ( ) .
وقام قتادة بن النعمان  الليل لا يقرأ إلا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}يرددها لا يزيد عليها .( )
وعن تميم الداري  أنه كرر هذه الآية حتى أصبح {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } (21) سورة الجاثية. ( )
5- التفاعل مع الآيات ، وإظهار الحزن والتأثر ، أثناء القراءة .
قال رسول الله  : "إن من أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله " ( ) .

ولقد ورد في سنن ابن ماجه بإسناد ضعيف ( ) " اقرءوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا " فإن لم يتأثر الإنسان بالقراءة، وتبكي عينه ، وتقشعر جوارحه ، فعليه أن يتظاهر بالحزن والبكاء على الحرمان من ذلك ، فإنه من أعظم المصائب .
عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال: (صليت مع النبي  ذات ليلة، فافتتح ( البقرة ) فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت : يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها ، ثم افتتح ( النساء ) فقرأها، ثم افتتح ( آل عمران) فقرأها، يقرأ مسترسلاً، وإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مَرَّ بآية سؤال سأل، وإذا مَرَّ بتعوذ تعوذ)( ).
قال الإمام النووي - رحمه الله - :
( يستحب هذا السؤال والاستعانة ، والتسبيح لكل قارئ سواء كان في الصلاة أو خارج منها... ) ( ) .













الفصل الثالث
المقامات العليا في التدبر
وفيه ثلاثة مباحث:
أولاً : التدبر في القرآن الكريم .
ثانياً : تدبر الرسول  .
ثالثاً : تدبر القرآن في سير السلف الصالح .































أولاً : التدبر في القرآن الكريم

لقد أمر الله – سبحانه وتعالى – بتدبر القرآن الكريم في آيات كثيرة نستعرضها بشيء من التفسير والتوضيح .
الحث على التدبر
قال تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء .
قال الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله - :
( أفلا يتدبرون يا محمد كتاب الله ، فيعلموا حجة الله عليهم في طاعتك ، واتباع أمرك ، وأن الذي أتيتهم من التنزيل من عند ربهم لاتساق معانيه ، وائتلاف أحكامه ، وتأييد بعضه بعضاً للتصديق ، وشهادة بعضه لبعضه بالتحقيق ، فإن ذلك لو كان من عند غير الله ، لاختلفت أحكامه ، وتناقضت معانيه ، وأبان بعضه عن فساد بعض ) ( ) .
قال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله - :
( قوله تعالى : {لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه التناقض ، قاله ابن عباس ، وابن زيد ، والجمهور .
الثاني : الكذب ، قاله مقاتل ، والزجاج .
الثالث : أنه اختلاف تفاوت من جهة بليغ من الكلام ، ومرذول ، إذ لابد للكلام إذا طال من مرذول ، وليس في القرآن إلا بليغ ، ذكره الماوردي في جماعة)( ).
قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد .
قال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله - : {أَمْ } بمعنى : بل ، وذكر الأقفال استعارة ، والمراد أن القلب يكون كالبيت المقفل لا يصل إليه الهدى ، قال مجاهد : الران أيسر إلى الطبع ، والطبع أيسر من الإقفال ، والإقفال أشد ذلك كله ) ( ) .
عن هشام بن عروة عن أبيه  قال : ( تلا رسول الله  يوماً {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد . فقال شاب من أهل اليمن : بل عليها أقفالها حتى يكون الله تعالى يفتحها أو يفرجها . فما زال الشاب في نفس عمر  حتى ولي فاستعان به )( ) .
وتنكير القلوب: يتضمن إرادة قلوب هؤلاء وقلوب مَنْ هم بهذه الصفة ، ولو قال: أم على القلوب أقفالها ، لم تدخل قلوب غيرهم في الجملة.
تهويل حال القلوب وتفظيع شأنها بإبهام أمرها في القساوة والجهالة ، كأنه قيل : على قلوب منكرة لا يعرف حالها ، ولا يقدر قدرها في القساوة .
أو: لأن المراد بها قلوب بعض منهم، وهم المنافقون ، فلم يحتج إلى تعريف القلوب ، لأنه معلوم أنها قلوب من ذكر )( ) .
بركة القرآن الكريم
قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص .
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - :
( ولما كان القرآن يرشد إلى المقاصد الصحيحة ، والمآخذ العقلية الصريحة ؛ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص. أي: ذو العقول وهي الألباب جمع ( لُب ) وهو العقل ، قال الحسن البصري: والله ما تدبره بحفظ حروفه، وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله ما يُرَى له القرآن في خُلُقٍ ولا عَمَلٍ. رواه ابن أبي حاتم )( )
عظمة القرآن الكريم
قال تعالى : {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (21) سورة الحشر
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :
( يقول تعالى معظماً لأمر القرآن ، ومبيناً علو قدره ، وأنه ينبغي أن تخشع له القلوب ، وتتصدع عند سماعه ؛ لما فيه من الوعد الحق ، والوعيد الأكيد : {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }. أي : فإذا كان الجبل في غلظته وقساوته لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه ؛ لخشع وتصدع من خشية الله - عز وجل - ، فكيف يليق بكم أيها البشر أن لا تلين قلوبكم ؟! وتخشع وتتصدع من خشية الله ؟! وقد فهمتم عن الله أمره ، وتدبرتم كتابه ؛ ولهذا قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }، وقد قال تعالى : { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (74) سورة البقرة) ( ) .
تدبر القرآن من صفات المؤمنين :
قال تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (23) سورة الزمر.
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - :
( وقوله تعالى : {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} أي : هذه صفة الأبرار ، عند سماع كلام الجبار ، المهيمن العزيز الغفار ، لما يفهمون منه من الوعد والوعيد ، والتخويف والتهديد ، تقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله} لما يرجون ويؤملون من رحمته ولطفه ، فهم مخالفون لغيرهم من الفجار من وجوه :
أحدها: أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات، وسماع أولئك نغمات الأبيات من أصوات القينات.
الثاني: أنهم إذا تُلِيَتْ عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً بأدب وخشية ورجاء ومحبة وفهم وعلم ، كما قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (2ـ4) سورة الأنفال ، وقال تعالى{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} (73) سورة الفرقان. أي: لم يكونوا عند سماعها متشاغلين، لاهين عنها، بل مصغين إليها، فاهمين بصيرين بمعانيها؛ فلهذا إنما يعملون بها، ويسجدون عندها عن بصيرة، لا عن جهل ومتابعة لغيرهم.
الثالث: أنهم يلزمون الأدب عند سماعها ، كما كان الصحابة - رضي الله عنهم - عند سماعهم كلام الله - تعالى - من تلاوة رسول الله  ، تقشعر جلودهم ، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله ، ولم يكونوا يتصارخون ، ولا يتكلفون بما ليس فيهم ، بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية مالا يلحقهم أحد في ذلك ؛ ولهذا فازوا بالمدح من الرب الأعلى في الدنيا والآخرة 0 قال عبد الرزاق : حدثنا معمر قال : تلا قتادة - رحمه الله - :{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} قال : هذا نعت أولياء الله ، نعتهم الله - عز وجل - بأن تقشعر جلودهم ، وتبكي أعينهم ، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله ، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيان عليهم ، إنما هذا في أهل البدع ، وهذا من الشيطان .
قال السدي : ({ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ } أي: إلى وعد الله ، وقوله : {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء } أي : هذه صفة من هداه الله ، ومن كان على خلاف ذلك فهو ممن أضله الله : {وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ})( ) .
عتاب من الله للمؤمنين
قال تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (16ـ17) سورة الحديد.

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- :
( يقول تعالى أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله أي : تلين عند الذكر والموعظة ، وسماع القرآن ، فتفهمه وتنقاد له ، وتسمع له ، وتطيعه .
قال عبدالله بن مسعود  ( ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين )( ) .
وقولـه تعالى : {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ } نهى الله - تعالى - المؤمنين أن يتشبهوا بالذين حملوا الكتاب من قبلهم من اليهود والنصارى ، لما تطاول الأمل ؛ بدلوا كتاب الله ، واشتروا به ثمناً قليلاً ، ونبذوه وراء ظهورهم ، وأقبلوا على الآراء المختلفة ، والأقوال المؤتفكة ، وقلدوا الرجال في دين الله ، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ؛ فعند ذلك قست قلوبهم ، فلا يقبلون موعظة ، ولا تلين قلوبهم بوعد ولا وعيد ، {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } أي : في الأعمال ، فقلوبهم فاسدة ، وأعمالهم باطلة .
وقولـه تعالى : { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فيه إشارة إلى أن الله - تعالى -يلين القلوب بعد قسوتها، ويهدي الحيارى بعد ضلتها ، ويفرج الكروب بعد شدتها ، فكما يحيي الأرض الميتة، المجدبة، الهامدة، بالغيث الهتان، الوابل، كذلك يهدي القلوب القاسية ببراهين القرآن والدلائل، ويلج إليها النور بعد أن كانت مقفلة لا يصل إليها الواصل ، فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الضلال ، والمضل لمن أراد بعد الكمال ، الذي هو لما يشاء فعال ، وهو الحكيم العدل في جميع الفعال ، اللطيف الخبير الكبير المتعال ) ( ) .
ثانياً : تدبر الرسول  للقرآن الكريم
لقد بلغ الرسول  الدرجة العليا ، والمقام الأسمى ، في تدبر القرآن الكريم ، وهذه بعض حالاته مع القرآن من صحيح السنة النبوية :
عن عبدالله بن مسعود  قال : قال لي رسول الله  : " اقرأ عليَّ القرآن " فقلت : يا رسول الله ! أقرأ عليك وعليك أُنْزِل ؟ قال : " إني أحب أن أسمعه من غيري" . فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية : {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا}، قال: " حسبك الآن " . فالتفت إليه ، فإذا عيناه تذرفان )( ) .
عن عطاء قال : ( دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة - رضي الله عنها - فقال ابن عمير: حدثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله  . فبكت ، وقالت : قام ليلة من الليالي ، فقال : " يا عائشة ! ذريني أتعبد لربي " ، قالت : قلت : والله إني لأحب قربك ، وأحب ما يسرك ، قالت : فقام ، فتطهر ، ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلَّ حِجْره ، ثم بكى ، فلم يزل يبكي حتى بلَّ الأرض ، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله ! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ لقد نزلت عليَّ الليلة آيات ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر ما فيها :{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} (190) سورة آل عمران ( ) .

عن عقبة بن عامر  قال: قال رسول الله : " شيبتني هود وأخواتها " ( ).
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال أبوبكر  : يارسول الله !، قد شبت، قال : " شيبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت " ( ) .
قال العلماء : ( لعل ذلك لما فيهن من التخويف الفظيع ، والوعيد الشديد ؛ لاشتمالهن مع قصرهن على حكاية أهوال الآخرة ، وفظائعها ، وأحوال الهالكين والمعذبين ، مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة )( ) .

ثالثاً : تدبر القرآن في سير السلف الصالح
ينبغي لمن أراد تدبر القرآن الكريم ، وفهم معانيه ، ومعرفة وأحكامه ، أن ينظر في سير السلف الصالح ، وأن يعرف أحوالهم مع القرآن الكريم ؛ حتى يكون دافعاً قوياً له أن يتشبه بهم، فإن التشبه بالصالحين فلاح .
وكما قال ابن الجوزي - رحمه الله - :
( إن صدقت في طلابهم فانهض وبادر ، ولا تستصعب طريقهم فالمعين قادر ، تعرض لمن أعطاهم ، وسل ، فمولاك مولاهم ، رُبَّ كنز وقع به فقير ، ورُبَّ فضل اختص به صغير ، علم الخضر ما خفي على موسى ، وكُشِفَ لسليمان ما خفي على داود )( ) .
وسنذكر بعضاً من قصص سلفنا الصالح مع القرآن الكريم :
1- أبوبكر الصديق – رضي الله عنه - :
عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي  قالت: ( … وكان أبوبكر رجلاً بكاءً لا يملك دمعه إذا قرأ القرآن )( ).
2- عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - :
عن عبدالله بن شداد بن الهاد يقول : سمعت عمر يقرأ في صلاة الصبح سورة يوسف ، فسمعت نشيجه( ) ، وإني لفي آخر الصفوف ، وهو يقرأ {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (86) سورة يوسف( ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد
عضو سوبر
عضو سوبر
أحمد محمد


عدد المساهمات : 413
نقاط : 651
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
العمر : 28
الموقع : في البيت

افلا يتدبرون القرآن 2 Empty
مُساهمةموضوع: افلا يتدبرون القرآن 2   افلا يتدبرون القرآن 2 Emptyالسبت مارس 12, 2011 8:26 am

مشكورة علي مجهودك المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.class2009.ahlamntada.com
 
افلا يتدبرون القرآن 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» افلا يتدبرون القرآن 1
» افلا يتدبرون القرآن 3 والاخير
» ذكر مصر فى القرآن الكريم
» مصر في القرآن الكريم..
» ذكر مصر فى القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا :: التربية الدينية-
انتقل الى: