المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا

المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا للتعليم الأساسي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
إدارة المنتدى ترجوا من الجميع المشاركة في التقويم الذاتي للمدرسة لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف للعمل علي تطوير المدرسة ولكم جزيل الشكرمع اطيب تمنياتى للجميع بالتوفيق
إدارة المدرسة وإدارة المنتدي تهنئ طلاب وطالبات المدرسة الحاصلين علي المراكز العشرة الأولي في امتحانات الفصل الدراسي الأول2019/2018م مع اطيب تمنياتى للجميع بالتوفيق والنجاح أ/عزت نور الدين
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ملف إنجاز
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالسبت أبريل 25, 2015 6:44 am من طرف عزت نور الدين

» موقع الفارس المصرى للبرامج
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالثلاثاء فبراير 26, 2013 10:55 am من طرف alfares

» صلاح الدين الايوبى
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:50 am من طرف hagarnassr

» عماد الدين زنكى
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:48 am من طرف hagarnassr

» جامعة الدول العربيه
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:42 am من طرف hagarnassr

» ثوره25 يناير
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:31 am من طرف hagarnassr

» قطعة شيكولاته تلهم مخترع الميكروويف
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالسبت فبراير 25, 2012 2:29 pm من طرف غادة حسن

» مذبحة ماسبيرو
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالخميس فبراير 02, 2012 8:22 am من طرف hagarnassr

» أنا هرشح نفسى ف الانتخابات
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالأحد يناير 29, 2012 4:55 pm من طرف هَاجْر طَارِق

» العالم دبسون ابو الاوزون
حكم تارك الصلاة 1 Emptyالأحد يناير 29, 2012 4:40 pm من طرف هَاجْر طَارِق

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هاجر عبده
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
•·.·`¯°·.·• (haia) •·.·°¯
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
كريم أشرف
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
aya 7amdy
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
البرنسيسة اية محى
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
أحمد محمد
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
أ / ايمن رجب
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
هَاجْر طَارِق
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
ياسمين صالح
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 
ك/ يسرى
حكم تارك الصلاة 1 I_vote_rcapحكم تارك الصلاة 1 I_voting_barحكم تارك الصلاة 1 I_vote_lcap 

 

 حكم تارك الصلاة 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هَاجْر طَارِق
عضو خبير
عضو خبير
هَاجْر طَارِق


عدد المساهمات : 216
نقاط : 527
تاريخ التسجيل : 15/11/2010
العمر : 27
الموقع : في رحمة الله التي وسعت كل شئ

حكم تارك الصلاة 1 Empty
مُساهمةموضوع: حكم تارك الصلاة 1   حكم تارك الصلاة 1 Emptyالإثنين مارس 07, 2011 10:57 am

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَ نَسْتَعِينُهُ ، وَ نَسْتَغْفِرُهُ ، وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))

(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمِ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ))

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))

إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلالةٍ فِي النَّارِ ، وَ (( إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ )) ، وإن ما قل و كفى خير ما كثر فألهى …. أما بعد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
عِمَادُ الدِّينِ الَّذِي لا يَقُومُ إلا بِهِ هُوَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ الْمَكْتُوبَاتُ وَيَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ الاعْتِنَاءِ بِهَا مَا لا يَجِبُ مِنْ الاعْتِنَاءِ بِغَيْرِهَا . كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَكْتُبُ إلَى عُمَّالِهِ : إنَّ أَهَمَّ أَمْرِكُمْ عِنْدِي الصَّلاةُ فَمَنْ حَفِظَهَا وَحَافَظَ عَلَيْهَا حَفِظَ دِينَهُ وَمَنْ ضَيَّعَهَا كَانَ لِمَا سِوَاهَا مِنْ عَمَلِهِ أَشَدَّ إضَاعَةً .

وَهِيَ أَوَّلُ مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ مِنْ الْعِبَادَاتِ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ تَوَلَّى اللَّهُ إيجَابَهَا بِمُخَاطَبَةِ رَسُولِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَهِيَ آخِرُ مَا وَصَّى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ وَقْتَ فِرَاقِ الدُّنْيَا جَعَلَ يَقُولُ (( الصَّلاةَ الصَّلاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )) .

وَهِيَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ مِنْ عَمَلِهِ .

وَآخِرُ مَا يُفْقَدُ مِنْ الدِّينِ . فَإِذَا ذَهَبَتْ ذَهَبَ الدِّينُ كُلُّهُ

وَهِيَ عَمُودُ الدِّينِ فَمَتَى ذَهَبَتْ سَقَطَ الدِّينُ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))

وَقَدْ قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ (( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه وَغَيْرُهُ : إضَاعَتُهَا تَأْخِيرُهَا عَنْ وَقْتِهَا ; وَلَوْ تَرَكُوهَا كَانُوا كُفَّارًا .

وَقَالَ تَعَالَى ((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى)) وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا : فِعْلُهَا فِي أَوْقَاتِهَا وَقَالَ تَعَالَى (( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ )) وَهُمْ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَهَا حَتَّى يَخْرُجَ الْوَقْتُ .

وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ لا يَجُوزُ تَأْخِيرُ صَلاةِ النَّهَارِ إلَى اللَّيْلِ وَلا تَأْخِيرُ صَلاةِ اللَّيْلِ إلَى النَّهَارِ ; لا لِمُسَافِرِ وَلا لِمَرِيضِ وَلا غَيْرِهِمَا .
لَكِنْ يَجُوزُ عِنْدَ الْحَاجَةِ أَنْ . يَجْمَعَ الْمُسْلِمُ بَيْنَ صَلاتَيْ النَّهَارِ وَهِيَ الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ فِي وَقْتِ إحْدَاهُمَا ، وَيَجْمَعُ بَيْنَ صَلاتَيْ اللَّيْلِ وَهِيَ الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ فِي وَقْتِ إحْدَاهُمَا ، وَذَلِكَ لِمِثْلِ الْمُسَافِرِ وَالْمَرِيضِ وَعِنْدَ الْمَطَرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الأَعْذَارِ .

وَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُصَلُّوا بِحَسَبِ طَاقَتِهِمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) فَعَلَى الرَّجُلِ أَنْ يُصَلِّيَ بِطَهَارَةِ كَامِلَةٍ وَقِرَاءَةٍ كَامِلَةٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ كَامِلٍ .
فَإِنْ كَانَ عَادِمًا لِلْمَاءِ أَوْ يَتَضَرَّرُ بِاسْتِعْمَالِهِ لِمَرَضِ أَوْ بَرْدٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ; وَهُوَ مُحْدِثٌ أَوْ جُنُبٌ يَتَيَمَّمُ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ ; وَهُوَ التُّرَابُ . يَمْسَحُ بِهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَيُصَلِّي ; وَلا يُؤَخِّرُهَا عَنْ وَقْتِهَا بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ .

وَكَذَلِكَ إذَا كَانَ مَحْبُوسًا أَوْ مُقَيَّدًا أَوْ زَمِنًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ صَلَّى عَلَى حَسَبِ حَالِهِ .
وَإِذَا كَانَ بِإِزَاءِ عَدُوِّهِ صَلَّى أَيْضًا صَلاةَ الْخَوْفِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ((وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ .. إلَى قَوْلِهِ .. وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ .. إلَى قَوْلِهِ .. فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )) .

وَيَجِبُ عَلَى أَهْلِ الْقُدْرَةِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَأْمُرُوا بِالصَّلاةِ كُلَّ أَحَدٍ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ حَتَّى الصِّبْيَانَ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مُرُوهُمْ بِالصَّلاةِ لِسَبْعِ ; وَاضْرِبُوهُمْ عَلَى تَرْكِهَا لِعَشْرٍ ; وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )) .
وَالرَّجُلُ الْبَالِغُ إذَا امْتَنَعَ مِنْ صَلاةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ أَوْ تَرَكَ بَعْضَ فَرَائِضِهَا الْمُتَّفَقَ عَلَيْهَا , فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلا قُتِلَ , فَمِنْ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَقُولُ : يَكُونُ مُرْتَدًّا كَافِرًا لا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَلا يُدْفَنُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ يَكُونُ كَقَاطِعِ الطَّرِيقِ وَقَاتِلِ النَّفْسِ وَالزَّانِي الْمُحْصَنِ .

وَأَمْرُ الصَّلاةِ عَظِيمٌ شَأْنُهَا أَنْ تُذْكَرَ هَهُنَا فَإِنَّهَا قِوَامُ الدِّينِ وَعِمَادُهُ وَتَعْظِيمُهُ تَعَالَى لَهَا فِي كِتَابِهِ فَوْقَ جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ .
فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَخُصُّهَا بِالذِّكْرِ تَارَةً وَيَقْرِنُهَا بِالزَّكَاةِ تَارَةً وَبِالصَّبْرِ تَارَةً وَبِالنُّسُكِ تَارَةً :
كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ )) .
وَقَوْلِهِ : (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ))
وَقَوْلِهِ : (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )) .
وَقَوْلِهِ : (( إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) .
وَتَارَةً يَفْتَتِحُ بِهَا أَعْمَالَ الْبِرِّ وَيَخْتِمُهَا بِهَا ; كَمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ سَأَلَ سَائِلٌ وَفِي أَوَّلِ سُورَةِ " الْمُؤْمِنُونَ " قَالَ تَعَالَى (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) , فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .

أقوال العلماء في تارك الصلاة :
ـ تَارِك الصَّلاة فَإِنْ كَانَ مُنْكِرًا لِوُجُوبِهَا فَهُوَ كَافِرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ , خَارِجٌ مِنْ مِلَّة الإِسْلام إِلا أَنْ يَكُون قَرِيبَ عَهْدٍ بِالإِسْلامِ , وَلَمْ يُخَالِط الْمُسْلِمِينَ مُدَّة يَبْلُغهُ فِيهَا وُجُوب الصَّلاة عَلَيْهِ .

ـ وَإِنْ كَانَ تَرْكه تَكَاسُلاً مَعَ اِعْتِقَاده وُجُوبهَا كَمَا هُوَ حَال كَثِيرٍ مِنْ النَّاس فَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِيهِ :
القول الأول : َذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ السَّلَف إِلَى أَنَّهُ يَكْفُر وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب كَرَّمَ اللَّه وَجْهه وَهُوَ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل رَحِمَهُ اللَّه . وَبِهِ قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ . وَهُوَ وَجْه لِبَعْضِ أَصْحَاب الشَّافِعِيِّ رِضْوَان اللَّه عَلَيْهِ . وحكى بعضهم إجماع الصحابة عليه .
القول الثاني : ذَهَبَ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ رَحِمَهُمَا اللَّه وَالْجَمَاهِير مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف إِلَى أَنَّهُ لا يَكْفُر بَلْ يَفْسُق وَيُسْتَتَاب فَإِنْ تَابَ وَإِلا قَتَلْنَاهُ حَدًّا كَالزَّانِي الْمُحْصَن , وَلَكِنَّهُ يُقْتَل بِالسَّيْفِ .

واتفق الفريقان على وجوب قتله ، فالفريق الأول قال : يقتل كفرًا ، والثاني قال : يقتل حدًا .

القول الثالث : وَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَة وَجَمَاعَة مِنْ أَهْل الْكُوفَة وَالْمُزَنِيُّ صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّه أَنَّهُ لا يَكْفُر , وَلا يُقْتَل , بَلْ يُعَزَّر وَيُحْبَس حَتَّى يُصَلِّي .. وهذا القول يتفق مع أصحاب القول الثاني في عدم تكفيره ، ويختلف عنهم في مسألة القتل ، وقولهم هذا غير معتبر لمخالفته للأدلة ، فالأدلة اجتمعت على قتل تارك الصلاة والخلاف بين العلماء في : هل قتله هذا من باب الكفر أو من باب إقامة الحد ، حتى الذين قالوا بقتله حدًا منهم من يقول يستتاب فإن تاب وإلا قتل ومنهم من يقول يقتل حدًا وإن تاب وجعلوه كقتل الزاني .. ذكر ذلك ابن القيم في الصلاة وحكم تاركها .

والعجيب أن من قال بقتل تارك الصلاة حدًا يستدل بقوله تعالى ((فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ)) (سورة التوبة 5) فيقولون إن الله أمر بقتل تارك الصلاة إلا أن يتوب ويقيم الصلاة .. فإذا كانوا يستدلون بهذه الآية الكريمة على قتل تارك الصلاة ، فالأولى بهم أن يحكموا عليه بالكفر كما تدل الآية .

والراجح : هو القول الأول ، وهو كفر تارك الصلاة وأنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، وهذا الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ، والعبرة بالدليل ، وليست العبرة بكثرة القائلين .
قال ابن باز رحمه الله : القول الصواب الذي تقتضيه الأدلة هو أن ترك الصلاة كفر أكبر ولو لم يجحد وجوبها ، ولو قال الجمهور بخلافه ، فإن المناط هو الأدلة ، وليس المناط كثرة القائلين ، فالحكم معلق بالأدلة ، والترجيح يكون بالأدلة ، وقد قامت الأدلة على كفر تارك الصلاة كفرًا أكبر . .

وفيما يلي ذكر الأدلة :

الأدلة من القرآن الكريم

1ـ قال تعالى (( فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (5 التوبة)
قال ابن كثير : اعتمد الصديق رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة على هذه الآية الكريمة وأمثالها حيث حرمت قتالهم بشرط هذه الأفعال وهي الدخول في الإسلام والقيام بأداء واجباته

وقال أنس : هو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما أنزل قال الله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " قال : توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .

قال القرطبي : هذه الآية فيها تأمل, وذلك أن الله تعالى علق القتل على الشرك, ثم قال: "فإن تابوا". والأصل أن القتل متى كان الشرك يزول بزواله, وذلك يقتضي زوال القتل بمجرد التوبة, من غير اعتبار إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة, ولذلك سقط القتل بمجرد التوبة قبل وقت الصلاة والزكاة. وهذا بين في هدا المعنى, غير أن الله تعالى ذكر التوبة وذكر معها شرطين آخرين, فلا سبيل إلى إلغائهما. نظيره قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله). وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنهSadوالله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة, فإن الزكاة حق المال) وقال ابن عباس: رحم الله أبا بكر ما كان أفقههم.

وقال ابن العربي: فانتظم القرآن والسنة واطردا. ولا خلاف بين المسلمين أن من ترك الصلاة وسائر الفرائض مستحلا كفر, ومن ترك السنن متهاونا فسق, ومن ترك النوافل لم يحرج, إلا أن يجحد فضلها فيكفر, لأنه يصير رادا على الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما جاء به وأخبر عنه.
وذهبت جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن من ترك صلاة واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها لغير عذر, وأبى من أدائها وقضائها وقال لا أصلي فإنه كافر, ودمه وماله حلالان, ولا يرثه ورثته من المسلمين, ويستتاب, فإن تاب وإلا قتل, وحكم ماله كحكم مال المرتد, وهو قول إسحاق. قال إسحاق: وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى زماننا هذا.
هذه الآية دالة على أن من قال : قد تبت أنه لا يجتزئ بقوله حتى ينضاف إلى ذلك أفعاله المحققة للتوبة , لأن الله عز وجل شرط هنا مع التوبة إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ليحقق بهما التوبة.

قال ابن القيم : أن هذه الآية احتج بها من قال بقتل تارك الصلاة ثم قال : فأمر بقتلهم حتى يتوبوا من شركهم ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ومن قال لا يقتل تارك الصلاة يقول متى تاب من شركه سقط عنه القتل وإن لم يقم الصلاة ولا آتى الزكاة وهذا خلاف ظاهر القرآن
*****

2ـ قال تعالى : (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )) (11 التوبة)
قال ابن جرير :يقول جل ثناؤه : فإن رجع هؤلاء المشركون الذين أمرتكم أيها المؤمنون بقتلهم عن كفرهم وشركهم بالله إلى الإيمان به وبرسوله وأنابوا إلى طاعته وأقاموا الصلاة المكتوبة فأدوها بحدودها وآتوا الزكاة المفروضة أهلها (فإخوانكم في الدين)

عن ابن عباس (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة) قال: حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة.

قال ابن القيم : فعلق إخوتهم للمؤمنين بفعل الصلاة فإذا لم يفعلوا لم يكونوا إخوة المؤمنين فلا يكونوا مؤمنين لقوله تعالى ((إنما المؤمنون إخوة))

*****

3ـ قال تعالى (( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ، أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ، إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ ، أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ، سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ ، أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ، يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ )) (35-43 القلم )
قال ابن القيم : فوجه الدلالة من الآية أنه سبحانه أخبر أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين وأن هذا الأمر لا يليق بحكمته ولا بحكمه ، ثم ذكر أحوال المجرمين الذين هم ضد المسلمين فقال (يوم يكشف عن ساق) وأنهم يدعون إلى السجود لربهم تبارك وتعالى فيحال بينهم وبينه فلا يستطيعون السجود مع المسلمين عقوبة لهم على ترك السجود له مع المصلين في دار الدنيا ، وهذا يدل على أنهم مع الكفار والمنافقين الذين تبقى ظهورهم إذا سجد المسلمون كميامن البقر ، ولو كانوا من المسلمين لأذن لهم بالسجود كما أذن للمسلمين .
قال ابن كثير : وقوله تعالى "خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة" أي في الدار الآخرة بإجرامهم وتكبرهم في الدنيا فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه ولما دعوا إلى السجود في الدنيا فامتنعوا منه مع صحتهم وسلامتهم كذلك عوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة إذا تجلى الرب عز وجل فيسجد له المؤمنون ولا يستطيع أحد من الكافرين ولا المنافقين أن يسجد بل يعود ظهر أحدهم طبقا واحدا كلما أراد أحدهم أن يسجد خر لقفاه عكس السجود كما كانوا في الدنيا بخلاف ما عليه المؤمنون .ا.هـ
كلام ابن كثير واضح في أن تارك الصلاة كافر .
*****
4ـ قوله تعالى (( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ، إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ، فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ، عَنِ الْمُجْرِمِينَ ، مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ )) (38-47 المدثر)
قال ابن القيم : فلا يخلو إما أن يكون كل واحد من هذه الخصال هو الذي سلكهم في سقر وجعلهم من المجرمين أو مجموعها فإن كان كل واحد منها مستقلا بذلك فالدلالة ظاهرة وإن كان مجموع الأمور الأربعة فهذا إنما هو لتغليظ كفرهم وعقوبتهم وإلا فكل واحد منها مقتض للعقوبة إذ لا يجوز أن يضم ما لا تأثير له في العقوبة إلى ما هو مستقل بها ، ومن المعلوم أن ترك الصلاة وما ذكر معه ليس شرطا في العقوبة على التكذيب بيوم الدين بل هو وحده كاف في العقوبة فدل على أن كل وصف ذكر معه كذلك إذ لا يمكن لقائل أن يقول لا يعذب إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة فإذا كان كل واحد منها موجبا للإجرام وقد جعل الله سبحانه المجرمين ضد المسلمين كان تارك الصلاة من المجرمين السالكين في سقر وقد قال ((إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجهم ذوقوا مس سقر )) وقال تعالى (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون )) فجعل المجرمين ضد المؤمنين المسلمين .




*****
5ـ قال تعالى (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَأتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) (56 النور)
قال ابن القيم : فوجه الدلالة أنه سبحانه علق حصول الرحمة لهم بفعل هذه الأمور فلو كان ترك الصلاة لا يوجب تكفيرهم وخلودهم في النار لكانوا مرحومين بدون فعل الصلاة والرب تعالى إنما جعلهم على رجاء الرحمة إذا فعلوها
*****
6ـ قال تعالى (( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، إِلا مَنْ تَابَ وَأمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شيئًا )) (59-60 مريم) .
قال الطبري : يقول تعالى ذكره : فحدث من بعد هؤلاء الذين ذكرت من الأنبياء الذين أنعمت عليهم, ووصفت صفتهم في هذه السورة, خلف سوء خلفوهم في الأرض أضاعوا الصلاة.
ثم اختلف أهل التأويل في صفة إضاعتهم الصلاة
القول الأول : قال بعضهم : كانت إضاعتها تأخيرهم إياها عن مواقيتها , وتضييعهم أوقاتها ، ذكر من قال ذلك :
ـ عن القاسم بن مخيمرة في قوله (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة) قال : إنما أضاعوا المواقيت, ولو كان تركا كان كفرا.
ـ وعنه قال: أضاعوا المواقيت , ولو تركوها لصاروا بتركها كفارا .
ـ قال عمر بن عبدالعزيز : لم يكن إضاعتهم تركها, ولكن أضاعوا الوقت.
ـ عن ابن مسعود, أنه قيل له : إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن (الذين هم عن صلاتهم ساهون) و (على صلاتهم دائمون) و (على صلاتهم يحافظون) ، فقال ابن مسعود : على مواقيتها , قالوا: ما كنا نوى ذلك إلا على الترك , قال: ذاك الكفر.
ـ قال مسروق : لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس , فيكتب من الغافلين , وفي إفراطهن الهلكة , وإفراطهن : إضاعتهن عن وقتهن .
القول الثاني : قال آخرون : بل كانت إضاعتها : تركها ، ذكر من قال ذلك :
ـ عن القرظي, أنه قال في هذه الآية (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ) يقول : تركوا الصلاة .
ـ قال أبو جعفر: وأولى التأويلين في ذلك عندي بتأويل الآية, قول من قال: إضاعتها تركهم إياها لدلالة قول الله تعالى ذكره بعده على أن ذلك كذلك , وذلك قوله جل ثناؤه (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا) فلو كان الذين وصفهم بأنهم ضيعوها مؤمنين لم يستثن منهم من آمن وهم مؤمنون ، ولكنهم كانوا كفارا لا يعملون لله, ولا يؤدون له فريضة فسقة قد آثروا شهوات أنفسهم على طاعة الله, وقد قيل: إن الذين وصفهم الله بهذه الصفة قوم من هذه الأمة يكونون في آخر الزمان.
القول في تأويل قوله تعالى إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا)
يقول تعالى ذكره : فسوف يلقى هؤلاء الخلف السوء الذين وصف صفتهم غيًا , إلا الذين تابوا فراجعوا أمرا الله , والإيمان به وبرسوله .
(وعمل صالحا) يقول : وأطاع الله فيما أمره ونهاه عنه , وأدى فرائضه , واجتنب محارمه فأولئك يدخلون الجنة
يقول : فإن أولئك منهم خاصة يدخلون الجنة دون من هلك منهم على كفره , وإضاعته الصلاة واتباعه الشهوات.
وقوله (ولا يظلمون شيئا) يقول : ولا يبخسون من جزاء أعمالهم شيئا, ولا يجمع بينهم وبين الذين هلكوا من الخلف السوء منهم قبل توبتهم من ضلالهم , وقبل إنابتهم إلى طاعة ربهم في جهنم , ولكنهم يدخلون مدخل أهل الإيمان .ا.هـ
قال ابن القيم بعد ذكره لقول ابن مسعود في هذه الآية قال : هو نهر في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر ، ونحوه من الآثار : فوجه الدلالة من الآية أن الله سبحانه جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات ولو كان مع عصاة المسلمين لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو اسفلها فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام بل من أمكنه الكفار .
ومن الآية دليل آخر وهو قوله تعالى ((إلا من تاب واءمن وعمل صالحا)) فلو كان مضيع الصلاة مؤمنا لم يشترط في توبته الإيمان وأنه يكون تحصيلا للحاصل .ا.هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكم تارك الصلاة 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم تارك الصلاة 2
» حكم تارك الصلاة
» حكم تارك الصلاة 3 والاخير
» القصر فى الصلاة
» كيفيةالصلاة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمي لمدرسة أورمان طلخا :: التربية الدينية-
انتقل الى: